دعت رئيسة فريق حماية الطفل من الإيذاء استشارية نمو وسلوك الأطفال في مدينة الملك فهد الطبية الدكتورة الهام حسن الحفظي، إلى ضرورة إيجاد وحدات متخصصة بحالات العنف الأسري في أقسام الشرطة بالمملكة، تحسن من كيفية التعامل والتحقيق مع الطفل، وذلك لما يتطلبه من مهارة عالية وقدرة على مخاطبة الأطفال ومراعاة السن والوضع النفسي. وقالت خلال مؤتمر مشكلات الطفولة المنعقد أول من أمس في مدينة الملك فهد الطبية، إن العنف الأسري شكل من أشكال المعاملة الجسدية والنفسية السيئة، مضيفة أن «إهمال الطفل أو استغلاله الجنسي من الممكن أن ينتج منه ضرر لصحة الطفل أو نموه والمساس بكرامته». وأوضحت أن أهم أسباب العنف الأسري تتمثل في عدم وجود وعي كاف بأساليب التربية الصحيحة، إضافة إلى وجود مشكلات وضغوط نفسية ومادية وأسباب أخرى تتعلق بالبطالة والفقر وإدمان الكحول. وأكدت الحفظي أن أهم النقاط التي يجب التركيز عليها للتعامل مع العنف الأسري تتمثل في زيادة الوعي في المجتمع لمخاطر إيذاء الأطفال وإهمالهم، وكذلك تنظيم دورات للأسر الجديدة لتعليم أسس التربية الصحيحة، وتعليم كل فرد في المجتمع أطفالاً ومربين واختصاصيين في المجال التعليمي والطبي والقانوني وتوعيتهم بمعنى الإيذاء وكيف يحصل ويشخص. وأضافت: «عند تعرض طفل للعنف يجب معالجته طبياً حتى تستقر حاله، ومن ثم متابعة تبعات الإيذاء النفسي والجسدي مع الاختصاصيين.. مع ضرورة إبلاغ الجهات المختصة ممثلة في الشرطة وإدارة الحماية الاجتماعية بالحادثة». ودعت إلى تعاون جميع الجهات الطبية في المملكة إلى توفير الخدمات والتدريب والتطوير للأهل وللاختصاصيين، وكذلك إيجاد قاعدة معلومات متكاملة تشمل جميع مناطق المملكة يمكن لهم عن طريقها إجراء الأبحاث المفيدة لكيفية التعامل مع مشكلة العنف. وذكرت الحفظي ل«الحياة» أن نسبة العنف في الرياض في آخر إحصائية سجلت 47 في المئة، فيما تتفاوت بين المناطق الأخرى بالمملكة. ولفتت إلى أن فصل الصيف يشهد زيادة ملحوظة في ممارسات العنف، «نظراً لتواجد أفراد الأسرة فترة أطول في المنزل». من جهته، قال المدير التنفيذي المشارك لشؤون المرضى جمعة العنزي، إن برنامج مشكلات الطفولة يهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع كافة من أمهات وآباء وأطفال ومختصين بأعراض ومخاطر الإيذاء، وكذلك سد الفجوة بين ما يحدث في المجتمع والمؤسسات الصحية والقانونية وتسهيل التعاون بينها. وأشار إلى وجود فريق في المدينة الطبية مختص بالتعامل مع الحالات المعنفة وإيذاء الأطفال، ويضم تخصصات منها (سلوك أطفال، اختصاصي اجتماعي ونفسي)، إضافة إلى تنظيم عدد من الفعاليات التوعوية والتثقيفية في مجالات العنف الأسري وكيفية التعامل معه. وفي السياق ذاته، شدد الداعية الدكتور محمد العريفي في محاضرة له بعنوان «تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الزوجات والأبناء» خلال المؤتمر، على ضرورة الالتزام بواجبات الزواج، وتحمل تبعات الحياة الزوجية ومتطلباتها من أطفال وتربية صالحة. ودعا إلى أهمية عدم تعنيف الأطفال وجعلهم ضحية للمعاملة السيئة بين الزوج والزوجة، مذكراً بقصص وصور من حياة الرسول مع زوجاته التي تدل على حسن تعامله وخلقه في التعايش مع الأمور الدنيوية والتربوية، إذ دعا إلى اتخاذها نموذجاً يحتذى به في السلوك مع الأسرة.