لقد كثر أولئك الدعاة الذين يقصدون الشباب على الشواطئ وفي المنتزهات العامة والاستراحات التي يتوجد فيها الشباب، وهذه خطوة جيدة يشكرون عليها إذ أنهم يقومون بواجب الدعوة إلى الله ، ولكن الملاحظ على هؤلاء الدعاة أنهم يخالفون منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعلماء السنة في الدعوة إلى الله فتجد هذا الداعية يورد قصة لم يقف عليها بنفسه وإنما يقول حدثني فلان أو سمعت أحد الشباب يقول كذا أو نقل لي أحدهم أنه رأى كذا ويصب جميع محاضرته في هذا النوع من القصص، وهذا لاشك فيه أنه خطأ وليس من أساليب الدعوة في شيء فكم من أخبار نقلت وكان السند فيها بعض الشائعات التي كان مصدرها (قالوا)! ويتضح في الأخير إن تلك المقولات غير صحيحة . كما نسمع من بعض الدعاة من يقوم بذكر ماضيه الذي كان عليه مثال أن يقول لقد كنت في الماضي "أسكر" "وأضرب والدي" "وأفعل الفواحش" والآن أنا تائب وأدعوكم إلى التوبة بحجة وعظ الشباب ودعوتهم إلى الخير فهذا باطل والدليل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم:" كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه" لأن ديننا الحنيف أمرنا بالستر وحذرنا من الفضيحة فما يقوم به هؤلاء الدعاة يخالف هذا الحديث الشريف، وربنا عزوجل لايحب الجهر بالسوء كما قال تعالى:" لاّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ [النساء:148]. وكذلك مايفعله بعض مغسلي الأموات من فضيحة بعض من يأتي إليه من أجل تغسيله فيقول لقد غسلت جنازة شاب فوجدت أن وجهه مسِّود أو رأيت على وجهه علامات سوء الخاتمة أو أني رأيت هذا الشاب في أقبح صورة، وهذا الفعل باطل ولايجوز لأن المغسل مؤتمن على هذا الميت فلا يجوز أن يذكر شيء من هذا حتى لو كان على سبيل الوعظ والتذكير لأن هذا من باب إشاعة الفواحش والله عزوجل يقول :" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون" ومن إشاعة الفاحشة التحدث بالمستور، بل وصل الحال بهم أن يذكر قصة شاب هو معروف لدى مجتمعه فيزيد من حسرة أهله .. أخيراً: منهج الدعوة الله واضح، والنصح والإرشاد له أهله ، وأساليب الدعوة لابد أن تكون وفقاً لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.. 1