حوار تولد عن جو عدم الثقة في الآخر بدأ ت أسأله لعلي أجد مدخلاً فسألته وهو يجيب فوراً دون تردد : أتعر فني ؟:, كلا , أتشكك بنواياي؟ ؛بلى؛ أتعذرني ؟؛كلاَّ؛ أتجاملني ؟؛كَّلا , أتثق فيِّ ؟ ؛كلاَّ, أتتمنى لي الخير؟ ؛ بلى , أتتمنى أن يصيبني مكروهاَ ؟ا ؛ كلاَّ . إذن كيف تتمنى لي الخير ولا تتمنى أن يصيبني مكروهاً ؟ أجابني : لأنك أخي في الإنسانية, ومن غير المنطقي ما دمت لا أفقه خصالك فأنَّى لي أن أشكك بنواياك , ولا أجد مبرراً لمجاملتك أو أن أثق بك هكذا إذ ليس بيننا تجارب مشتركة فالحذر واجب حتى أعلم عنك ما أجهله ؛ ولكنني أتمنى لك الخير , قلت له: أحسنت فالله جلت قدرته يبسط الرزق لمن يشاء , وما من دابة إلا على الله رزقها ؛ رزقنا بالعقل وجعل نعمه الدنيوية متاحة للبر والفاجر لأنه سبحانه وتعالى هو المنعم وهو الرزاق الكريم , خص لذاته سبحانه علم الغيب وما تكنه الصدور , وبالمقابل جعلنا أمما وقبائل لنتعارف وجعل أكرمنا عند الله أتقانا . لذلك ومن هذا المنطلق يجب علينا عدم التسرع بالأحكام وأن نجعل من أنفسنا دعاة خير بل ونتمنى الخير لجميع البشرية ومدخل إلى الخير وسنامه هو نعمة الإسلام نتمناه وندعو الآخرين إليه , وأن نعامل الآخر بالظاهر ولأن كل إناء بما فيه ينضح , سيرشح ذات يوم أن يأذن به الخالق جل شأنه أن يظهر . وأقرب مثال على ذلك لما نادى نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام بنجدة من أسلم من عرب الشمال جراء ما تعرضوا له من تنكيل من قومهم الذين وشوا بهم لحكامهم من الروم فكانت ما سميت "غزوة تبوك" ولقد أظهر الله وكشف من تخاذلوا واعتذروا عن القتال في الحر , وعذر من لم يجدوا ما يحملون عليه , ومن تقبل الله توبتهم ليتوبوا لأنهم صدقوا الله ورسوله . وبقي من بقي على نفاقه. دعوة لسلوك لغة الحوار مع الآخر وعدم اليأس ويسبق ذلك التسلح بالعلم ومعرفة ثقافته والإحاطة بالايجابيات التي يمتلكها وجعلها المدخل الرئيس لجذبه واستمالته لا بهدف كسب الحوار وتهميش دوره بل يجب الانصات إليه حين يدافع عما سبغته عليه من تقريع عن مثالبه وفكره ورميه بما يكره , تكون لو بادرته بهكذا مفردات قدمت صورة سيئة عن ثقافتك الإسلامية التي حض عليها الله عز وجل بكتابه الكريم والتي انتهجها نبي الهدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والرسل مع مخالفيهم بالحكمة والموعظة الحسنة , وقول اللين من الكلام لا المنفر والمتعالي والمكفِّر لا أن تدعو الآخر إلى الله وتشعره أنه كافر قبل أن يستبين شريعة ديننا الحنيف. هو لم يدعِ أنه مسلم بل يفخر بدينه الذي ورثه كما ورثت عن أبيك وقومك الإسلام , فا حمد الله أن ولدت ببيئة دينها الإسلام , وترفق مع من تحدثه فليس من السهولة أن يقر لك بكفره , بل من واحبك أن تبصره , فستجده فطرياً سيقول لك : أعلم كل ذلك بديننا نعلم أن هنالك جنة ونار وملائكة ورسل ولدينا صلوات ولكن بقي أن نعلم عن نبي ورسول الله إلى العالم كافة , فوجدنا في الإسلام ما نبحث عنه من نقص شوه ديننا , كان ذلك مما قاله الداعية الإسلامي الأميركي حمزة يوسف الذي يذهلك بثقافته الشاملة لقد أسلم على يديه ما يفوق من أسلم على يد مائة داعية ممن لغتهم وأصلهم العربي والفارق أنهم أسلموا بالوراثة بينما هو أسلم بعد طول عناء قرأ عن جميع الأديان والملل وانتهى به المقام أن وجد ضالته في الإسلام فأ خلص للدعوة إلى الله متسلحاً بشتى العلوم, والمعارف ولم يتقوقع بعلم واحد وذلك ما أ سهم في نجاحه المضطرد , يحدث عن أبيه فيقول : لايزال والدي على نصرانيته ولكنه يقرأ القرآن الكريم ويثق بأنه سيصبح بنهاية المطاف مسلماً . لذلك برأيي المتواضع سيسود الإسلام بقاع الأرض ولكن يجب تثقيف الدعاة بأن عصرنا الحالي لا يمكن أن فعالة إلاوفق أساليب الدعوة وما وجه به الله في كتابه الكريم أنبياءه ورسله من قواعد عامة وترك لنا الاجتهاد في تجسيد تلك التوجيهات بوسائل حديثة وقريبة للنفس.