قد نختلف أنا وأنت أخي العزيز في تسميتها أو وصفها ولكنك حتما ستتفق معي في أهدافها وغاياتها, فالهدف والغاية واحدة وهي امتلاك ما تحويه جيوبنا, إنها تلك الإعلانات التجارية المنثورة على صحفنا اليومية أو في شوارعنا فلا تتعجب حين تجد بين كل إعلان وإعلان إعلان أخر. والغريب حين يزرع داخل كل إعلان خدع ومحاولات تظليلية ليس لها أي تفسير سوى جبارة المال, فلو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر عبارة " تخفيضات تصل إلى ..... " أو عبارة " خصومات حتى ...... " ثم يكتب الرقم 50 عادة بأكبر جحم عرفه الخط وتكتب كلمة (حتى أو تصل إلى ) بأصغر حجم عرفه الخط, ولعل الهدف واضح من هذه الفكرة وهو أن ينجذب القارئ إلى رقم الخصومات ولا يركز على كلمة حتى أو كلمة تصل إلى, وأول ما يفكر فيه هو أن الخصومات تشمل جميع الأصناف وأن كل صنف منها عليه خصم بمقدار 50 % وهذا مايريد أن يصل إليه صاحب الإعلان وهو مخادعتك بهذه الإعلانات وأنت من سيكتشف الفرق حين تقف على ذلك بنفسك. قانونيا فإن صاحب الإعلان قد حمى نفسه فالإعلان لم يتغير وكلماته واضحة ولكن تم رسمه وحبكه بطريقة مخادعة الهدف أنت ليس إلا, وتفسير هذه الجملتين تعني أن الخصومات تبدأ من الصفر إلى الرقم 50 وهنا قد تجد بعض الاصناف لم يخصم عليها شئ وبعضها قد تم تخفيضها بخصومات تصل إلى 0.5 % !!! تخفيضات مزيفة وأخرى مخادعة وإن صدق معك الإعلان في أحدها فلا تفرح فنفس القطعة تجدها في أسواق " أبو ريالاين " بالتمام والكمال فأسواقنا حرة كما تعلم . هذه حكاية كل التخفيضات للأسف التي تملأ عيوننا بشكل يومي, فلا تندفع مع الأرقام وإن حصلت على خصم 90 % فالحكم دعه إلى الكاشير ستعلم حينها أن هذه الاصناف التي أخذتها لم تشم رائحة التخفيضات. ليست أفكارهم حكرا على هذا بل إن إبداعاتهم وقوة تفكيرهم وصلت إلى طرق أخرى غريبة فحين تجد محلاً يكسو واجهاته ملصقات كتب عليها عبارة تخفيضات .... تخفيضات!! وحين تدخل إلى هذا المحل تجد كل الأصناف مكتوب خلفها عبارة " لايشملها العرض " باستثناء قطعة واحد وضعت في آخر المحل يشملها عرضهم لنقول حينها نعم إن تخفيضاتهم صادقة وواضحة ! ولك أن تعرف لماذا وضعوها في آخر المعرض ولم يضعوها في أوله ؟ ولكن يقدر لهم اهتمامهم برياضة المشي فهي من أفضل الرياضات . ضحك بشكل عجيب كنت أتمنى لو احتراموا عقولنا قبل أن ينشر إعلانهم , أو يحترموا آدميه ذلك العاجز الذي تجرجره إحدى بناته تجاة هذه الإعلانات. إعلانات يقف خلفها جشعون يعرفون من أين تؤكل الكتف ويفكرون كيف وكيف يتم الضحك على هذا المستهلك, كفانا تخفيضات وكفانا خصومات فأتمنى أن يذهب كل ما في جيبي دون أن يستغفل عقلي . رمضان الخير أتى وأصبحت لغة الخصومات على كل باب وفي كل هاتف ومع كل صفحة من صحفنا اليومية وياحظ من كان له زوجة لتصدقهم, ليتنا نقف كثيرا أمام أي إعلان ونفكر ونعرف ماذا يخفيه هذا الإعلان, صاحب الإعلان يعرف مايقصده ويعرف ماذا يريد من هذا الإعلان فلنفكر بتفكيره, المنافسة على أشدها في إقناعنا بصراحة إعلاناتهم فهم يشغلون ليلهم بكلمات منمقة ورائعة كي تصلنا نهارا فيحصلوا على مايريدون, الدائرة تتسع أكثر فأكثر والهدف ذلك المستهلك المسكين الذي رزق بمرتب شهري تقاسمته كل البنوك لدينا. 1