[b] لكل شيء إذا ما تم نقصان .... فلا يغر بطيب العيش إنسان هي الأمور كما شاهدتها دولٌ .... من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ وهذه الدار لا تبقي على أحد .... ولا يدوم على حال لها شانُ بالرغم من مرور مايزيد عن السبعمائة عام على كلمات ابو البقاء الرندي إلا أنها مازالت تترجم واقع الحياة التي نعيشها في كل العصور والأزمنة . أنا .. وأنت ، هو .. وهي ، يصيبنا الاستغراب وترتسم علامات التعجب ونتساءل : من الذي تغير الدنيا أم الناس ؟! وهل الخطأ في الشباب ام في الأباء ؟!! ودائما مانرمي تهمة التغير والسوء على الجيل الذي يلي جيلنا ونمتدح جيلنا وجيل سبقنا . لوتسائلنا من حول الصحراء لبستان مزهر ؟ ومن غير بيوت الطين الشعبية إلى ناطحات السماء ؟ من ساوى الجبال الشاهقات بالأرض المستوية ؟ من اخترع وسائل النقل وسهل انتقالنا ؟ حينها سنصل للحقيقة ولكن تبقى الحقيقة مخفية تحت أجفان المتسائل . فكيف لانتغير وكل ماحولنا تغير ، الدنيا كالباب الرئيسي للمنزل فتحت وتغيرت عندما وجدت اليد التي فتحته فاختلط داخله بخارجه ، فإمتزجت الحضارات وتأثرت العادات والأفكار ، فهل تدفأ الحجرة في عز الشتاء إن لم توقد المدفأة ؟! فلا بد للأبواب ان تفتح وان احكمنا اقفالها ولو كبل الساكنين خلفها بالقيود والسلاسل ، لذلك لابد لنا ان ننتهج الفكر المعتدل بعيداً عن اللين والقسوة وأن نعطي للعقل وقتاً للتحاور ونقول للتلقين والسيطرة وداعاً ، فلابد لنا أن نسلك مع ابنائنا مسلك البستاني مع غرساته حينما ينقلها من أرض الى أرض لتنمو بكل جودتها وقيمتها وان تغير عليها المكان . * فمن يغير لابد وان يتغير ، فالكوب لن يمتلئ إن لم تسكب به ماء ، والمهد لن يهتز ان لم تهزه يداً ، وهكذا الجيل الحالي لم ولن يصيبه التغير مالم يتغير من حوله ومن عاش قبله * فسبحان الله العلي العظيم الذي يغير ولايتغير . مرام علي [email protected]