جردوني من السياسة وألقوني في كرامة الإنسانية واتركوني أسرد لكم رؤية شاب بسيط مثلكم لم يكهل خاطره بمناوشة القادة على مستوى العالم لا متابعة ولا فهما ولا تدقيقا ، فضلا عن أن تكون هناك رغبة منه في المخاطرة أو المطالبة بجزء من أجزاء حلقة الكراسي المتزاحمة بالوارد والصادر عليها . هذه الرؤية التي سأشارككم قراءتها لا تتجاوز نظرة حائر قرأ بعض الأحداث فاستنبط من جملتها شرارة البداية , التي لا تزيلها إلا سيل من الدماء المراقة بشغب الجمهور وتلهجم المعارض وتنبيش المتربص وتوجيه الإعلام وخداع العميل وتمسك القائد وتسييس الغرالعجم لقطيعنا المتهالك بغباء التبعية العمياء وإدمان الشعوب على تصديق الإعلام العملاء . ويكليكس أو (كلوركس) التي صبوها بذكاء فوق شعوب حمقاء مشحونة بالوهن والفساد فتجاوزت بمبتغاها التغيير والإصلاح إلى الاعتصام والتلبد والتبلد والمشاكسة ثم الحروب وأي حروب ! مسلم يقتل أخاه وعربي يقتل ابن عمهوالنتيجة - كما أرادوا هم مسلم يُقتل ودول تسحق وبنية تحتية تدمر و خروج عن الطاعة وانشقاق عن القيادة وضياع في مفترق الطرق , فلا أمن ولا أمان ولا موارد للمعيشة , ولاتعليم ولا تطوير ولا حياة تسير , بل تراجع وتدهور وتأخير , وضياع لحقوق الصغير قبل الكبير . ويكليكس هم أرادوها لتثير الفتن في شعوبنا ولتشعل الحرب بين المواطن والرئيس أو الحاكم , بعد أن تزعزع صدقه وأمانته وقوته في تصورك أيها المحكوم . لم يخسروا الكثير على هذا السلاح , بل لم يدفعوا حتى الرسوم البسيطة , كل مافي الأمر لمسة زر على جهاز حاسوبي هناك أثارت قلقلة وبلبلة شعوب برمتها , القاصي والداني , من طمع المعارض السياسي إلى أصحاب الفقر والمآسي , كلهم لهجوا بصوت واحد ( ارحل ) , كتبوها مرة بكسر الهمزة التي كسرت جل بناء وأبناء الشعب , ومرة بفتحها حتى فتحوا النيران في وجوه البعض , مرة بهمزة الفصل حتى فصلوا الراعي عن الرعية , ومرة بالقطع حتى قطعوا السبيل وبلطجوا في أزقتها يسلبون وينهبون . لن أكابر ولا تكابروا في سبب هذه الثورات , فرأي بسيط كهذا يدعمه سؤال جدير بالطرح في وضع فوضوي ثائر : منذ متى سقط رئيس مصر , بل رئيس تونس , هل هي أيام فقط , أم شهور وشهور ...... هل هم هكذا أفضل أم بوجود إمام حتى لو كان جائراً !! ثم كم من المدة سيدوم انتظارنا في بديله المستحق بنظر الثائرين ! وهل ستتم الموافقة عليه بإجماع شرائح الشعب أم ستتوالى الثورات للإطاحة بالقيادات !؟ وهل سيصلح أمر الناس هكذا فوضى لا رعاة لهم !! ؟افتحوا القنوات الصادقة وتعجبوا من حال بعض العرب ، والعاقل من اعتبر , ورجع عن الخطأ حتى ولو بدون أن يعتذر. وسؤالي لكم بعد هذه القراءة:- هل صب البوعزيزي بنزينا على جسده فاحترق أم اشتعل الجسد نارا بفعل ماصبوه من وثائق كلوركسهم التي أحرقت حتى الآن الآلآف من أجساد المسلمين وأطاحت ببعض قادة العرب وزعمائهم ...؟ 1