لا أعتقد بأن هناك إختلاف على ان الكثير من أفراد مجتمعنا لا يملك حتى ثقافة الحوار مع الآخرين و هناك الكثير مازال لايدرك حتى اهمية الوقوف في طابور الإنتظار، وآخر ياتي لمراجعة جهة ما فإذا أبلغه الموظف بأنه لا يستطيع أن يخدمه بسبب عدم إكتمال اوراقه فيعتقد بأن الموظف يريد تعقيده فقط ، ومن جهة أخرى تجد آخر في الشارع يتّبع قاعدة الخطأ وقد يكون متعمّداً مثل الوقوف بأقصى اليمين عند الإشارات المرورية وإذا طُلب منه أن يتيح الفرصة لمن خلفه للمرور حسب قوانين المرور فربما ينتهي الأمر بما لا يُحمد عقباه .! وذلك يعني بأنه من الأفضل أن نطبق نفس النظرية على من يضع أو يقترح بعض القوانين والأنظمة ليتم تطبيقها على أفراد مجتمعنا مثل تطبيق نظام ساهر ، لأن الأمر متلازماً ببعضه و لأنه من غير المعقول أن تصدر وتطبق نظام لا يتناسب مع مُجتمع مازال بحاجة إلى تطوير فكره وثقافته حتى في التعامل مع نفسه لأنه دليل على أنك تطبق نظام لم تكن دراسته على الوجه المطلوب وخصوصاً من الجانب السلبي والإيجابي على هذا المجتمع فكيف تقيم نفسك بحكم أنك مسئول وتمثل جهة معينة بإمكانها القيام بدارسة وإستطلاع فكري لذلك النظام قبل تطبيقه ؟! وفي وسط كل هذا الإنعدام الفكري والثقافي تأتي إدارة المرور بتطبيق نظام ساهر والذي يكاد لا يتناسب مع ثقافة ووعي المجتمع العربي فما بالكم بمجتمعنا الذي مازال بحاجة إلى زيادة في الوعي والثقافة في كيفية التعامل مع البشر فكيف سيكون موقفه وتعامله مع نظام صامت ومخفي ولا ينطق بغير رصد مخالفات في الصغيرة والكبيرة وهو دليل على أن إدارة المرور تهدف فقط للناحية المادية لأنهم لم يطبقوا نظام المخالفات من خلال نظام ساهرعلى من يستحق فقط مثل السرعة الغير عادية داخل الأحياء السكنية أو قطع الإشارة وكذلك التفحيط الذي لا زال من إهتمامات أصحابه بعيداً عن كاميرات ساهر أو بقربها ، لذلك نرى بأن نظام إدارة المرور الان أصبح يطبق هذا النظام لإصطياد السائق المثالي والغير مثالي من اجل كسب أكبر عدد من المخالفات وليس لهدف السلامة المرورية حيث يتم وضع كاميرات سرية في مايكروباص وعلى الطرق الرئيسية والفرعية وفي الإشارات المرورية وكأن هذا النظام وضع فقط من أجل الربح المادي من خلال إستنزاف مادي لجيب المواطن وكأن إدارة المرور لا تدري بأن الفرد السعودي لم يعد يحتمل مثل هذه الأمور والتي أصبحت بالنسبة للفرد السعودي من الناحية المادية بمثابة الشاة المذبوحة والجهات الأخرى المصدرة لمثل هذا النظام الهادف للكسب المادي والتي من خلاله نجدها وكأنها تطبق عليه مقولة : لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها..!! أدرك بأن الكثير قد سبقني للتطرق بالحديث عن نظام ساهر ولكني جئت فقط لتكرار علامات الإستفهام التي لم ولن تجد إجابات حول أسباب تطبيق نظام ساهر وخصوصاً لمدى نجاحه في الفصل بين الهدف لإدارة المرور من خلال تطبيقها لنظام ساهر في التفرقة بين المخالفات المرورية التي قد تشكل خطورة على حياة البشر من غيرها وخصوصاً مايصلنا من أخبار حول وصول رصيد المخالفات لبعض المواطنين عشرات الألاف من الريالات في فترات وجيزة جداً مما يكون ذلك خبراً مفاجئ لصاحبها ويكتشف بأنه المسكين في كل يوم يذهب لمقرعمله مثلاً ثم يرجع لمنزله وسط زحمة السيارات بتكلفة لا تقل عن ألف ريال يومياً وهو لا يدري ، فهنا نسأل عن تلك المخالفات التي يرتكبها ذلك المواطن في طريق دوامه فهل كانت سرعة وسط زحمة مدينة مثل الرياض ؟! وكذلك هل ساهم ساهر في الحد من عمليات قطع الإشارات المرورية التي مازال بعض الشباب يمارسها وبوجود ساهر لأن ساهر مُجرد كاميرا ثابتة وهناك فرص كثيرة لتحايل هؤلاء الشباب على نظام ساهر ممن لهم هواية قطع الإشارات والتفحيط وغيره ، وبالرغم من كل ذلك إلا ان نظام ساهر مازال مُستمراً في مخالفة من يستحق وغيره لأن ساهر قد تكون شركة وبالطبع لن يسمح صاحبها بإيقاف عملها مادام أنه يجني من خلف ذلك ملايين الريالات في فترة وجيزة قد لا يحقق صاحب تلك الشركة الأرباح نفسها في تجارات أخرى .!!! خيرات الأمير [email protected]