بأحد الأيام ما أن هممتُ ركوب سيارتي , بعد عودتي من جدة, وكانت سيارتي بموقف مطار الملك عبدالله بجازان ؛ فوجئت بلوحة السيارة الأمامية تكاد أن تسقط , ولم تكن لدي "براغٍ بديلة ووردات" ناهيك أني لم أنم كوني "ملطوع بمطار الملك عبد العزبز بجدة " طوال الليل , لعلي أظفر برحلة لجازان , وكالعادة كل الرحلات "فُل" فأخذتها ووضعتها على "رف السيارة" لعل ذلك يشفع لي من التأخير بنقطة التفتيش وكانت ترى عبر الزجاجة" الأمامية" وحدثت نفسي : بطريقي سأجد إحدى الورش لأستبدل براغٍ مع وردة لتثبيت اللوحة لتفادي أي سؤالٍ مُستَحَق وكان الوقت مبكرًا ؛حوالي السادسة ,وأربعين دقيقة صباحا ولم أجد "ورشة" بطريقي ,فالصناعية ( آسف صناعية حسن هادي|) بعيدة جدا . كنت مرهقا من السفر فتركتها بمكانها لعل ذلك الوضع يشفع لي إذا استوقفني عسكري ب chekpoint(نقطة تفتيش ) أن أشيرَ إلى اللوحة متخيلاً أن ينتهي الأمر وأمضي بحال سبيلي . قبل ذلك تجاوزني أحدُهم من اليمين بسيارته الكامري آخر موديل ؛ رافعا عقيرة مسجل السيارة بwesterndance(رقص غربي),وكانت نوافذ السيارة مفتوحة على الآخر, وكان أن سبقني إلى نقطة التفتيش وصوت الموسيقى الصاخبة تخرق أذن من به صممُ؛ مر مرور الأبطال بعد برهة من الزمن بينما تم توقيفي كون اللوحة الأمامية كما ذكرت (ع الطبلون) فسألني العسكري عن الاستمارة والرخصة والبطاقة الشخصية وبطاقة العمل..." فأعطيته ماطلب عدا ( الأخيرة) فالمتقاعد لايحمل سوى بطاقة "البنك العربي".وكما يتندر علي المتقاعد بِ -"مُت - قاعد"؛ حتى لو كان تقاعدَه مبكرا كحال المعلمين الذين يفضلون ذلك بخلاف سائر الموظفين ,فمابالك بمن كان منهم "مدير مدرسة" والسبب أن التعليم الذي لم يستقر على حال منذ "الطفرة" ؛لازال المتغير المنقذ " أقلام السبورة" التي خففت من عناء حساسية غبار الطباشير ؛ناهيك عن طباشير ( الصقري) أن تم استبدالها بأقلام السبورة التي يبتاعها المعلمون من "مكتبات!!" بل محلات بيع مستلزمات المعلمين والطلاب بالمدن الرئيسة ,ومع معاناة الوصول ,وخشية حادثٍ ما من متهور بطرقنا السريعة ... توجه أحد المعلمين لإحدى الورش لإصلاح سيارته التي تضررت جراء " حشره" برصيف يفصل بين الإتجاهين ومضى صاحبه لحاله دون رقيب كما حال صاحبنا الأول وموسيقاه الصداحة عبر مسجل سيارته الرقمي, فحمد المعلمُ اللهَ على سلامته ,مادامت أقلامه التي قصد المدينة من أجلها لاسواها" لم يصبها أذىً , تاركا سيارته , متوسلاً صاحب الورشة أن يستبقيها للغد , كي يحضرَ له ورقة الإصلاح من المرور ,والذي كان قد احتجز رخصة السير ( الاستمارة)ورخصة القيادة. استأجر المعلمُ سيارةَ "ليموزين" وعاد أدراجه إلى قريته مظفرا يحمل سلاحة الأثير " أقلام السبورة متعددة الألوان" . لم ينسَ أن يتصلَ بأحد زملائه ؛ ليأخذه معه لمدرستهما بقرية أخرى مجاورة. حضرالمعلم للمدرسة مبكرا , وطلب من المدير أن يأذن له عند الساعة العاشرة ليذهب لمراجعة إدارة المرور, فوجئ بإحالته لإدارة الطرق لإنهاء قضية تلف بلاطات من الرصيف العتيد, وعاد لإدارة المرور واتجه للورشة حاملاً ورقة الإصلاح ,واستمارة سيارته ورخصة القيادة, ولم يفوِت الفرصة ليدخل لإحدى محلات بيع الأقلام لأن سيارته ستبقى ليوم خمسة وعشرين بالشهر! ليتسنى له دفع أجرة إصلاحها , فيستغل الفرصة ليؤمن أقلاما لثلاثة أسابيع ويبتاع أخرى مع عودنه بسيارته الأثيرة بعد أن أقسم أن يشتري ما يكفيه لبقية العامٍ الدراسي .. واصل سيره مستقلا "ليموزين لقريته" وهو يردد في نفسه :ماذا لوبقيت الطباشير ؟, متهكما "ماقدروا يغيرون سواها" - منبها سائق الليموزين أن يمضيَ دون توقف ,"فمشواره "سيدفعه كاملا كي لا تفوته الحصة السابعة وتوقيع الانصراف على أقل تقدير. أعود إلى ما بدأتُ بهِ حرر العسكري بحقي مخالفة ,وهي أول مخالفة تحرر لي منذ لامست يدي دركسيون سيارتي الأولى (كورولا77)اشتريتها ب 11200 ريالا وكان وقتها الثمن باهضا,سعرها الآن سبعة أضعاف سعرها الحالي. بعد مضي خمسة أعوام, ذهبت لإدارة الجوازات لتجديد جواز سفري , وبعد إحالتي لأحد مكاتب الخدمات , ظننت أنني سأدفع 150ريالا للتجديد , وتنتهي الحكاية, ولكن استعصى فتح الموقع - لخلل (بالكونكت ) من شبكة اتصالات موبايلي حيث كان المكتب يستخدمه. وبعد انتظاردام ساعة إلاربعا , استعان موظف المكتب بمكتب آخرَ كانت لديه اتصالات فعالة (الجيل الثالث) لن أذكر اسم الشركة حتى لا أتهم بالترويج لشركة على حساب أخرى معَ أن كليهما يستحقان التنديد لا الترويج... المهم فُتح الموقع الذي استعان به من المكتب المجاور ,وإذ بأخينا يطالبني بمبلغ ثلاثمائة ريال, فسألته هل انتهى العرض وأعيد العمل برسوم التجديد السابقة فنفى ذلك ؛مؤكدا:"بأن الرسوم الجالية لاتزال سارية" لكن - "عليك مخالفة مرورية بمئةٍ وخمسين ريالا" فاجتررت ذاكرتي لعلها تلك اللوحة اللعينة فلم تحرر لي مخالفة سواها, عندما أوقفت وحررت لي المخالفة لم أنبس ببنت شفة سوى توضيح السبب لعدم تركيبها وبأني عدت من سفري ووجدتها آيلة للسقوط وخشيت الاتصمد حتى أجد مكانا لإستبدال عدتها من "براغٍ ووردات" ليُحكم تركيبها , ولما لم أجد تركتها بمكانها هكذا سردت للعسكري حكايتي لعله يدعني أواصل مسيري لمنزلي دون مخالفات ولكن لم أنجح في إقناعه. ولكن لاحظت أن سائق السيارة مر بسلام ومسجل سيارته يشنف الآذان. فمضىت لاألوي على شيئ إلا ,,, أيهما أكثر استحقاقا للمخالفة...لوحة سيارة لسان حالها هاأنذا.. وموسيقى تبعث على الغثيان!! طبعا كان علي أن أنتظر بالمدينة (جازان) حتى آخذ قسطا من الراحة ,ومنها تفتح الورش ,وأذهب لتركيب اللوحة ,وأترك أهلي , وأطفالي الذين اتصلوا علي وأبلغتهم عند مغادرتي موقف سيارات المطار أنني بالطريق إليهم.. وكانت هديتي ورقة المخالفة الصفراء كما صديقي المعلم قلم السبورة "المودرن" 7 7