وتعود إلينا الذكرى الجميلة والمعطرة بعبق الجهد والجد والإخلاص... إنها ذكرى توحيد هذا الكيان ذكرى سعيدة كيوم اطل فيه الربيع بدفئه على الشتاء القارص . . . يصادف الأول من الميزان اليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة ويعد حدثا تاريخيا على مر العصور واضاءه فريدة في سجل الكفاح وستظل الأجيال تتذكر ذلك الحدث العظيم وهذه الذكرى التي تمر علينا نفخر بها جميعا نحن أبناء هذا البلد المعطاء وهذه المناسبة ليست كغيرها . . . بل هي مولد أمة ترتكز على عوامل الإستقرار والأمن والرخاء وظل الشريعة الإسلامية السمحة . . . ويتوارد إلى أذهاننا سيرة قائد قد فرض مكانه بجدارة في صفحات التاريخ وفي الأذهان وهو الملك عبد العزيز رحمه الله ذلك لأنه أنجز إنجازا عظيما تمثل في توحيد المملكة العربية السعودية وبدأ مسيرة الخير نحو آفاق البناء والنمو الفعال على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي والعربي والإسلامي . . . ولقد وحد رحمه الله هذه البلاد على أسس متينة دستورها كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والعدل والتعاون في سبيل إعلاء كلمة الله وخدمة مقدساته المطهرة . . . وتمر ذكرى اليوم الوطني لبلادنا علينا كل عام ونحن نرى مشاريع تنموية في عرض البلاد يشهدها القاصي والداني إلى أن أصبحت المملكة تجتذب أنظار العالم بفضل الله ثم بفضل حسن القيادة والتوجيهات الكريمة . . . من المُسلّم به أن الأمم تُقاس بحضاراتها, والشعوب بثقافاتها, والأوطان بمنجزاتها, من هذا المنطلق يحق للمملكة العربية السعودية وهي تحتفل بمناسبة عيدها الوطني وتستعيد أمجاد تأسيسها على يد المغفور له الملك العظيم عبدالعزيز طيب الله ثراه, وهو من أرسى دعائم هذا البلد المبارك ومقوماته على هدي المبادئ الإسلامية السامية والتراث العربي الأصيل, إن تفتخر بالانجازات الكبيرة وقدرة هذا البلد وقيادته الواعية على التعامل الناجح مع متطلبات الوطن ومعطيات العصر ومتغيرات السياسة الدولية. ولا يسعني في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعا إلا أن أتقدم بالتهنئة الخالصة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز ولسمو النائب الثاني الأمير نايف ابن عبد العزيز حفظهم الله ولكافة أبناء الشعب السعودي الكريم سائلا المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة العزيزة علينا باليمن والبركات وأن يحفظ لبلادنا أمنها ورخاءها * مشرف تربوي .