نحمد الله كثيراً ونشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ونصلي على سيد البشرية محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين. يطيب لنا بهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا جميعاً، بل ويسعدنا بمناسبة اليوم الوطني لبلادنا (المملكة العربية السعودية) والذي يصادف كل عام الأول من الميزان أن أشارك بهذه المناسبة الوطنية الغالية والتي تذكرنا بكفاح الآباء والأجداد. إن اليوم الوطني الذي نستذكره كل عام يعيد لنا أمجاد أمتنا وبطولات رجالاتنا تحت قيادة جلالة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ورجاله المخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز.. وتمر بنا هذا العام هذه الذكرى الجميلة والعالمان العربي والإسلامي يعيشان حالة استثنائية بسبب الأوضاع العالمية في كل بقاع الأرض وحق لهذه الذكرى أن تحملنا على التمسك بوحدة أرضنا وتماسك شعبنا وتلاحمنا والحيلولة دون نفاذ أي متربص حاقد ينازعنا أمننا واستقرارنا وتلاحمنا مع قادتنا واليوم الوطني الذي نعيش عبقه يصل حاضرنا المشرق بماضينا المجيد، لقد لملم المؤسس العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الجزيرة العربية الممزقة آنذاك وصنع من شتاتها أمة قائمة بالقسط تخدم المقدسات وتطهر بيته العتيق للطائفين والعاكفين والركع السجود وتنشر الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة وتشاطر العالم صناعة الأمن والرخاء، تقيل العثرات وتدفع غوائل الجوع وتشد من أزر المنكوبين وتأخذ بيد المستضعفين تحكم شرع الله نصاً وروحاً وتقيم الصلاة وحدود الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر متمثلة قوله سبحانه وتعالى:{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}، ولهذا استحقت أن تسمى (بمملكة الإنسانية)، حيث يدير دفتها زعيم عظيم حكيم بارع في أصول الحكمة والعقل والسياسة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله. لقد كان يوم التوحيد والتأسيس لهذا الكيان العظيم يوماً مشهوداً بالتاريخ انطلقت معه قوافل البناء الحضاري وحين قضى المؤسس عليه رحمة الله نحبه تواصلت الراية من بعده لأبنائه مترسمين خطاه والتف من حولهم أبناء رجال الملك عبد العزيز وجموع المواطنين، حيث رأوا فيه القائد المحنك والحاكم العادل والإمام الملهم، ومدرسة الملك عبد العزيز أنجبت حكاماً لشعب يحبهم ويحبونه وها نحن اليوم بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وسدد خطاه، وسمو سيدي ولي عهده الأمين نعيش حالة من الاستقرار والأمن والرخاء وسط عالم يموج بالفتن والكوارث والحروب ومما أفاء الله على بلادنا من نعم لا تعد ولا تحصى، فهي بذلك لم تنسى ما يتعرض له إخواننا في الدم والعقيدة وأشقاؤنا في الدين واللغة وكنا معهم بالعسر واليسر والمنشط والمكره نصلح ذات البين ونقيم جسوراً جوية من المساعدات للمحتاجين والمتضررين منهم ونحترم العهود والمواثيق الدولية. وما نعيشه اليوم بفضل الله من بناء حضاري وتعليم وعمران وحضارة وأمن ورخاء ناتج ذلك اليوم المبارك الذي أعلن فيه الملك عبد العزيز رحمه الله توحيد المملكة العربية السعودية ولا يسعنا ونحن نشهد هذه الإنجازات إلا أن نعرف لذوي الفضل فضلهم، وأن نحافظ على هذا المنجز تحت راية التوحيد وقيادة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله، وولي عهده الأمين الأمير سلطان الخير والعطاء المتدفق، ونشكر الله على نعمه ظاهرة وباطنة.. نسأل الله أن يديم على بلادنا ما تنعم به من أمن ورخاء واستقرار ورغد عيش إنه سميع مجيب. الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز