ظهرت معاناة الفكر والعلم صباح ظهور شمس محاكم التفتيش في أوروبا، وأتت على كل سطر ينير الأرض وبدأت معها تهجير العقول والفكر القسري بشتى الطرق، استخدمت النار لحرق المهرطقين والنفي والصلب حسب اتهامها وكانت أبسط الحجج التي يدعونها هو الحفاظ على الكتاب المقدس. في الحقيقة استغلت قضية المحاكم كنوع من الشهرة للكنيسة التي غطاها الظلام ولم تعد ترى النور من قبل الباباوات الذين لم يستطيعوا الخروج من نطاقها إلا بالدكتاتورية. أودت قضية محاكم التفتيش ليس فقط بقتل مئات الآلاف وإنما لسحق أفكار التنوير من قبل فئة النطاق الضيق التي لا تتعدى أفكارهم مبدأ ديكارت الذي دائما ما ينادي لوقف العقول واستقبال ما هو مقرر لديك من الآخرين فقط ! استفادت الأوساط من طريقة محاكم التفتيش ونجاحها في تهجير القلم والفكر حتى من بيوتهم، و كثرت الحجج الموسومة بالنظر للخلف وعدم الاهتمام بالأمام أو بتمهيد التطور حفاظا على العقيدة "أحادية الرأي" والنظر ل"الأنا" كما فعل ببعض الفلاسفة من قبل أصدقائهم من باب الغيرة والحسد أو حتى لا تسلب قصة النجاح من أمامهم .. وقد رأينا وقرأنا عن قصة تهجير العقول العربية للغرب لأنها وجدت الدكتاتورية الدينية والفكرية التي لا يفوق نطاقها سوى التعنت واستغلالا للهوى المشبع من فم النظام أو ما يسمى في محاكمنا "التعسف في استخدام السلطة والنظام" وهكذا فقد العرب رجاله ويبقى العرب كما وصفهم الله "أشد كفرا ونفاقا" ! رغم كل ما ذكرنا فهناك لمجرد "أنا" يستخدم التعسف "لا سلطة أو نظام" لمجرد أنه إلم يكن يعتقد بمحاكم التفتيش كقوة ديكتاتورية تحارب الفكر والعلم فهو "ولي الله" الذي عين نفسه لأن يكون "الولي" الذي سيظهر على يديه خوارق الكون لأنه له في كل مجال ثمرة فهو ليس بحاجة لأي فكر لأنه كما قيل : وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل فهو "الولي" الذي سيرفع راية ترحيل الأفكار حتى من داخل العقول ، كعادة قديمة يتوارثونها قبائل "العادات" وشعوب "الأنا". فهد بن محمد [email protected] [1]