فتح الإسلام أبواب العلم على مصراعيه ,ورسول الله عينه قريبة جدا من العلوم الأخرى ؛قبل علوم اللاهوت العلوم الطبيعية والتجريبية والفكرية أيضا. فهو في علم اللاهوت يخالف الآخرين ويتفق معهم في بقية العلوم الأخرى ، فعندما يشاهد اليهود تمجد عاشوراء فعل مثلهم لكنه خالفهم بأنه زاد يوما قبله, ويوما بعده "صياما" ليس لمجرد المخالفة ولكن للزيادة .. أ ما العلوم الفكرية فهو يربي العالم حوله بأفكاره من شرفات الأرض ؛لحدود السماء ؛عندما جاءته جارية صغير ة فقال لها : أين الله ، فأشارت للسماء ، فقال : إنها مؤمنة. هو نفسه يثبت أن لله مكانا موجودا فيه ,ويعرف بمكان الله بأنه في السماء ويفتح آفاقا لأسئلة أخرى أكثر فلسفة ,ورقيا حين قال في حديث أبي هريرة : "لا تضربوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته". الإسلام لم يأتِ بحدٍ للعقول وإنما جعلها تواصل لما هو أبعد عنها ولهذا تجد فلاسفة المسلمين أكثر تمسكا بالدين شعائرا وعلما وفكرا ولم يجدوا تعارضا بين فكر الأرض والروح مع أفكار السماء ,فكما يقول نبينا :"كرم المؤمن دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه" فلم يتخلَ الإسلام في يوم ما عن الفلسفة "المعرفة والحكمة" فهي فضيلة ديننا بأن جعل الفلسفة من خالصة وطابعه وكون أساس الدعوة بها حين قال الله "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" بأن جعل المعرفة الطريق الأول لمعرفة سبيل الخالق عز وجل. النظرة الإسلامية لشبابنا المسلم وعلمائنا ,ومفكرينا للفلسفة أثر مكبل بالأغلال ومحوَر الثقافة ؛يعتمد على السطحية أكثر من اعتمادها على الفكر الذي يدعو له القرآن. فالإسلام ليس "علم" بل هو دين وهذا الدين جزء من العلم كما قال الله تعالى :"بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم" ولماذا حدثنا رسول الله عن قاتل المائة نفس قال "سأل عن أعلم أهل الأرض" فهو أعلم أهل الأرض بالدين والحياة والفكر فالدين جزء من العلم والعلم تمام الدين. فهناك كان الرازي الذي جعل من كتاب معالم الغيب "موسوعة فلسفية للتفسير" وهو محسوب على الفلاسفة الكبار ، ونجح في نشر هذا العلم الفضيل بينما الذين لم يجاوز القرآن حناجرهم لازالوا في الدرك الأخير يتحاملون على الخروج إلى مستقبل الفكر الإسلامي الفاضل ولكنهم يعودون لأن الأفكار التي تعتمد على "عطل العقل" لا تنجح ! فماذا يكون الإسلام إلم يكن هناك "عقل" "وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون". [email protected] 7