يبدو لنا بأن الوقت مناسبٌ بعض الشيء كي نتصفح تاريخ صحفنا السعودية والتي بدورها تعني الإعلام المقروء لنا وهي التي ترسم شيئاً من صور تطور الثقافة وحرية الرأي الإعلامي في المملكة العربية السعودية ، وعلى امتداد التاريخ الخاص بصحفنا قد نجد شيئاً من الملل الذي يصيب متصفح تلك الصحف و الحديث الذي سيشهد ميلاده هنا عن تلك الصحف لا يتعدى خبراً عن وزارة أو شركة أو ترقيات من يعمل بها ، وإن تعدى الأمر فلن ينال غير خبر قد تناقلته وسائل الإعلام الأجنبية بمختلف انواعها .! إنه من المخجل حينما تعلم بأنه لا دور لصحفنا السعودية في الوقوف على قضايا مجتمعنا وما يعانيه المواطن من أجل توصيل صوت المواطن عبر هذه الوسيلة الإعلامية الهامة والتي لا تقوم بدور هام في هذا الخصوص بل تجدها تبتعد عن هموم المواطن السعودي وتتحاشى الحضور في الأماكن التي من المفترض أن يتواجد مراسل الصحيفة فيها والوقوف على الحدث بنفسه كي ينقل بكل أمانة صورا وحقائقَ لكثير من تلك القضايا . لن أبالغ حينما أذكر بأن هناك حالة من الملل تنتاب وتصيب كل من يتصفح تلك الصحف وهو يأمل العثور على خبر هام يستحق النشر أو موضوع يخص أحوال المواطنين ، وإن أردنا التوضيح اكثر فنحن هنا قد نشير بأصابع الإتهام لكثير من الصحف والتي تكاد صفحاتها اليومية تخلو من ذكر أي خبر هام أو تفاصل قضية أو نقل صورة لما يحتاجه المواطنين السعوديين في جنوب المملكة العربية السعودية وخاصة في منطقة جازان وكأن صحف المملكة أصبحت متخصصة لمناطقها فقط أو لفئة معينة أو لمجتمع معين من مجتمعنا ، وماجاء من خارج تلك المناطق قد لا يجد حتى زاوية في آخر صفحاتها .! إن الأحداث التي نقرؤها في بعض صحف المملكة بفضل بعض المراسلين من منطقة جازان حنيما تتطلع عليها تجد بأنها حمدَت الرّب على أنها وجدت زقاقاً كي تستقر فيه مع العلم بأن المراسل من هناك يرسل في اليوم الواحد عدة أخبار وكأنه يرمي حجر النرد حتى لو خابت عشرة فقد يصيب واحد على الأقل فهي بالنسبة لهم أشبه بلعبة الحظ ، وكأن أخبارهم غير مرغوب فيها ناهيك عن عدم التطرق للمنطقة ومايخصها من أرض ومواطن يكاد شبه منقطع من باقي صحفنا السعودية .! أعتقد بأن منطقة جازان أصبحت في أمسّ الحاجة لوجود صحيفة تصدر منها كي تستطيع إيصال صوتها بشكل أفضل ولا أعتقد بأن هناك عائق أو مانع لوجود صحيفة تصدر منها لأنني أعلم بأنها ستنال رضا ومتابعة الكثير من أبناء المنطقة وغيرهم ، وبما أننا ندرك بأن تطور الإعلام المقروء والذي تفقده كثير من صحفنا السعودية للأسف بسبب الإتجاهات التي تسلكها بعضها سواء من ناحية الفكر أو الهدف وهو يختلف بحسب رئاسة تحريرها فنحن على علم بأن الصحافة في جازان لن يكون لها همّاً سوى الحضور المشرّف لأن أغلب كتّاب صحفنا السعودية من منطقة جازان فليتنا نهديهم صحيفة من منطقتهم ليستطعيوا إيصال فكرهم عبر صحيفتهم بالإضافة إلى وجود فرصة أكبر لإيصال قضايا وهموم مجتمع جازان . ،،،،،،، خيرات الأمير [email protected]