بقرب حلول شهر رمضان من كل عام, ومنذ أن فرض الله على عباده صيام هذا الشهر الكريم الذي اختصه الله – عزّ وجل – بكثير من آياته ونعمه رحمة للعالمين.. يستنفر المسلمون طاقاتهم لتوفير البيئة والأجواء الروحانية التي تميزه عن سائر شهور العام, استعداداً له واحتفاءً به وتصديقاً بحق ما فيه من خير للأمة وبركة وتكريم.. فتجد المؤسسات والأفراد بكافة المجتمعات, كل قائم بدوره المناط به , فعلى مستوى الأفراد نجد كل منهم قد هم بصيانة منزله وتزيينه وإضفاء بعض اللمسات عليه مما تعارف عليه برمضان ك "الفوانيس" مثلاً والتي لا تزال عادة رمضانية تظهر في كثير من البلدان والمناطق.. أما على مستوى المؤسسات فنلحظ الاهتمام المكثف بالمساجد من صيانة وتجديد.. وكذلك تجهيز القطاعات المختلفة لخطط العمل وتوقيتها, بما يتناسب مع هذا الشهر, كما يظهر دور البلديات البارز في هذا التوقيت من خلال إعداد مبكر للأماكن التي تقع تحت مسؤوليتها, كالأسواق مثلاً, وكذلك صيانة إنارة الشوارع والأحياء والميادين والعمل على تغطية الأماكن المفتقرة للإنارة ونشر عقود الزينة التي تعبر عن احتفاء إنسان هذا المكان أو ذاك بهذه المناسبة من الجانب الشكلي الذي له الأثر البالغ على النفس.. وهذا الوضع الملبي لممارسة الطقوس الرمضانية هي سمة كل المجتمعات العربية والإسلامية. ولكن في محافظة (صامطة) يلاحظ غياب هذه الاستعدادات عن الجانب المؤسسي وتحديداً (البلدية) فلا تزال معظم الشوارع والميادين والأحياء تغيب عنها الإنارة بشكل كبير وخصوصاً الأحياء الداخلية منها, فضلاً عن افتقارها للتزيين والذي يظهر كأبرز مظاهر الاستعداد لهذا الشهر في غير مكان.. ناهيك عن حجم الدمار الذي تشكوه السفلتة بكافة شوارعها.. وهنا ثمة أسئلة تطرح نفسها/ لماذا لم تظهر استعدادات بلديتنا الموقرة حتى الآن؟! ألا تعلم أننا على بعد أيام قليلة من (رمضان)؟ وهل ستكفيها الأيام القلائل القادمة للقيام بأعمالها المتأخرة؟ أم أنها ترغب بقرصنة الفرح في الشهر الكريم, بتمييزنا عن سائر الخلق بالصوم في أجواء أشبه بسرادق عزاء؟. [email protected]