مع ظهور نتائج الثانوية العامة وتخرج أبنائنا الطلاب من الثالث الثانوي والإنتقال إلى مرحلة جديدة على الشاب نفسه الذي لا يعرف مصيره حتى اللحظة التي يسوقها له القدر. أما قبل عشرة أعوام وأكثر كان الطالب يحدد مصيره ويحقق حلمه ويجد ويجتهد من أجل هدف وضع أمامه منذ التحاقه بتعليمه الإبتدائي وأما الآن فقد أصبح الطالب تحت رحمة إختبارات القياس والإختبار التحصيلي الذي يعد شرطا أساسيا للقبول بأغلب الجامعات والكليات والمعاهد لتصبح الشهادة الثانوية من شروط القبول الشبه أساسية بعد أن ألغيت مركزية إختباراتها النهائية ولاتشكل إلا % كنسبة موزونة لمستوى الطالب الذي كدح من أجلها إثناعشر عام. ومن هذا المنطلق أصبحت إختبارات مركز القياس بمسمياتها هي الفيصل بين الطالب وحلمه وهي التي تحدد مصيره وتخصصه رغم أنفه وأنف رغبته. فلو سألت خريجا من خريجي الثانوية العامة عن رغبته في دراسته الجامعية فإن جوابه لن يخرج عن إستسلامه لمقاعد الجامعة المتاحة عند موعد تسليمه المستندات المطلوبة لعمادات القبول والتسجيل بالجامعات وإن كانت قد أتيحت لأصحاب الدرجات العالية في إختبارات مركز القياس وأصحاب مراكز الواسطات الشخصية . وبما أن إختبارات مركز القياس تشكل مايقارب % في تحقيق شروط القبول الأساسية يجد الطالب نفسه قد أتلف جهدا ووقتا طائلا عند عكوفه على المناهج ومذكراته الدراسية في ظل وجود عرض خاص وشرط عام لمركز (( جرب حظك)) الآن و ب(()) ريال فقط.... وبما أني من معاصري إختبارات مركز جرب حظك فإني وكوجهة نظر شخصية أرى أن القياس لعقل الطالب لاعلاقة له بمثل هذه الإختبارات المحددة بفترة زمنية سوى إسترجاع وسيلة تعليمية تسمى (( حقره بقره )). ومن هنا تبدأ معاناة الطالب بعد إكراهه على دراسة تخصص لا يرغب بدراسته ليقضي سنواته الخمس في سجن التعليم الجامعي ويطلق سراحه بعد هذه السنوات ليقضي ضعف هذه السنوات في ميدان البطالة والمفاضلة والواسطة حتى يظهر له عرض جديد بمئة ريال فقط من مركز (( جرب حظك )).. فإذا إبتسم حظه بعد هذه الأعوام وانتقل إلى مرحلة عملية أولى وجد نفسه أمام تناقض قدراته العقلية مع مجاله العملي فإن رأى نفسه مقصرا في عمله فقد أخذنا من حظه نصيبا وأخذ من نصيبه حظا. الفرق بين الجيل السابق وجيلنا الحالي كأجيال تعليمية وعملية ليس بالفرق الكبير من حيث الزمن وإنما هو فرق نشأ بالتدريج بداية بالتهشيم المستمر و إلغاء مركزية إختبارات الثانوية العامة وإنتهاء بإعتماد إختبارات مركز (( جرب حظك)). رشفة: نحن أمام نمو إقتصادي سريع ومظاهر تنمية ذات نقلة حضارية أسرع وبحاجة لعقول مهنية وهندسية ذات فكر واسع فماذا أعد لها مركز إختبارات القياس؟ بقلم : محمد مساوى القيسي