جلست شريفة على الأريكة وفي يدها كتاب الفقه تنتظر ابنتها ( خلود ) حتى تفرغ من الردود الهائلة لأصدقاء الفيسبوك بعد ان انهت ردود التويتر .. لتنهي معها مرحلة اختبارات مزعجة لكل من في البيت ، جلست خلود بجوار امها لتذاكر لها مابقي من فقه اسلامي اوراقه تتساقط كما اشجار الخريف في عز الصيف الساخن . أحست الأم بألم في الصدر فسارعت للاتصال بزوجها وبكلمات متقطعه تبلغه أن الخطب اليوم مختلف .. أدخلت المستشفى فأحتار الأطباء تنويم أو لا يحتاج فقرروا أن لا حاجه وبالإمكان العودة للبيت .. نسي الأطباء أو تناسوا ماهي الحالة والتشخيص تركوها لله وهي عادة شرعية ، وعلى عجل انطلق خالد ومعه ابنته خلود ووالدتها شريفة إالي أقرب المدن التي يعتقد أن أطبائها فيهم خير وعقل وعلم وفي الطريق التفتت شريفة وهي في قمة الوجع لتقول خلود بكره أختبار فقه وتطلب من خالد أن يعود للبيت لتستعد خلود .. رد بغضب وتوتر : نحن فين وأنت فين الله يلطف . وفي الطوارئ في ذالك المستشفى الكبير الذي هو للكبار الأكابر فقط الا ان كان هناك واسطة وشفاعة كما لخالد .. من الطوارئ الي العناية المركزة وصولا للخبر الصاعقة ، ورم خبيث في الصدر وسيبدأ العلاج الكيماوي بعد غد .. كان صدمة لخالد لأن شريفة لن تساويها لا عفة ولا شرف ولا دين وأخلاق وطيبة قلب ، خلود لم تفهم شيئ ولكنها كانت تصرخ وتبكي لأنها رأت دموع أباها منهمرة وواسته وقالت لن أختبر الفقه ولا اريد مدرسة بعد اليوم حتى تشفى الشريفة أمي .. وقبل موعد الجرعه الأولى للكيماوي حانت ساعة الرحيل رحيل كل الشرف تاركة عبرة لكل من يعتقد أنه مخلد وأن الوقت أمامه لتوبة قد تكون نصوح أو طاعة تنفعه حين تقفل أبواب كان يرى أنها ستبقى مفتوحة بكيماوي أو نووي وطب شعبي .. خالد تزوج (( موضة )) وهي إسم على مسمى لتساير الحاضر .. وخلود تتعالج من انحناء ظهرها الناتج عن طول الجلوس على الأنترنت وصفحات لا تنتهي من واقع وخيال وأشجان .. ماجد الخولي [email protected]