في خطبة الجمعة 13/7 / 1431 ه خطب الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس وفي هذه الخطبة طالب فضيلته بالحجر على أصحاب الفتاوى الشاذة (( كما وصفها)) بل حدد فتاوى بعينها في خطبته وذكر فتوى الشيخ الكلباني في تحليل الغناء وفتوى العبيكان في السحر وفتوى الغامدي في الاختلاط . ورغم مكانة الشيخ السديس كعالم جليل وحافظ لكتاب الله إلا إنه وقع في أخطاء ما كان لعالم مثله أن يقع فيها ولكن الكمال لله تعالى فقط ومن تلك الأخطاء : 1) منبر الحرمين هو المنبر الذي يحل قضايا تهمّ مليار أو أكثر من المسلمين في شئون دينهم ودنياهم ومع ذلك وضع الشيخ خطبته في شأن قد تعدته البلدان الإسلامية وأصدر العلماء أحكامهم بشأنها ولم يبق إلا بلادنا فهل أراد الشيخ تعميم قضيتنا وتصديرها لسائر بلدان العالم الإسلامي وتوسيع دائرة الخلاف ؟؟؟ 2) طالب الشيخ في خطبته بالحجر على المشايخ العبيكان والغامدي والكلباني (( تلميحاً بذكر فتاواهم )) وقد أخطأ الشيخ هنا عندما شبههم بسفهاء المال وهم المشايخ المشهود لهم بالعلم ووضعتهم الدولة في مناصب عالية وتثق في فكرهم فلا يحق للشيخ المطالبة بالحجر عليهم فكرياً وكأنه سلطة دينية لمجرد أنهم اختلفوا معه فباب الاختلاف موجود منذ وجود الرسول صلى الله عليه وسلم في قصة حديث: لا يصلين احد العصر إلا في بني قريضة ((حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَأَدْرَكَ بَعْضُهُمْ الْعَصْرَ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ نُصَلِّي لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذَلِكَ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ )) ومن الحديث يلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قدوة البشر الذي لا بنطق عن هوى لم يعنّف أحد من الفريقين برغم الاختلاف فهل صادف الاختلاف هوىً في نفس الشيخ حتى يطالب بالحجر الفكري على من خالفه ؟؟؟ 3) سمّى الشيخ تلك الفتاوى بالشاذة ولم يذكر ما هو أغرب منها كفتوى هدم الحرم وإعادة بنائه بشكل ليس فيه اختلاط وفتوى قتل ميكي ماوس الشهيرة التي جعلتنا أضحوكة العالم كأمثلة على الفتاوى الشاذة فهل نسي الشيخ أم تناساها مجاملة لأصحابها ؟؟ أم يراها من الفتاوى المهمة ؟؟ 4) غاب عن الشيخ السديس أن عامة الشعب والأمة الإسلامية يملكون عاطفة دينينة جياشة تتأثر بالخطب وقد تدفع بعض الشباب إلى ارتكاب حماقات بدعوى الاحتساب وتغيير المنكر فماذا لو حصل وتفاعل ألف من الموجودين بين المليون مصلٍ في الحرم بعد الخطبة وخرجوا مظاهرة في شوارع مكة تنديداً بما قاله هؤلاء المشايخ وتأييداً لرأي الشيخ السديس؟؟ 5) ماذا سيكون موقف الشيخ السديس و هل يصيبه أثم بعد هذه الخطبة إذا تعرض هؤلاء المشايخ إلى أذية جسدية من عشرين شاباً محتسباً أو أقل أو أكثر من بين مليار مسلم سمعوا الخطبة وتفاعلوا منها لأنها من إمام الحرم المكي وعلى منبر قبلة المسلمين ؟؟ ختاما ليس من أحد معصوم من الخطأ إلا الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم فأن أخطأت في قولي فمن نفسي ومن الشيطان وإن أصبت فمن الله وله الحمد والشكر.