مفخرة ثورة الصناعة اليابانية التي ولدت بٌعيد إلقاء تلك القنبلة المقيتة على هيروشيما تقف بجانب الطريق مقطعة الأوصال؟عجبًا !. والأعجب من ذلك أنها تقف (فاغرة) فاتحةً (كبوتها) ! و تزدرد سائقها ازدرادًا! ياللهول إنها تزلطه كما تزلط الأفاعي طرا ئدها ! أيعقل أن تكون هذه عينها سيارة الإسعاف التي عرفتها منذ الصبا؟! تلك الأليفة اللطيفة تحولت إلى وحش!؟ مستحيل!هكذا همهمت في نفسي. لكن هذا السائق الذي لا تبدو منه إلا قدميه العاريتين يحركهما في الهواء بحلاوة الروح حركة غواص إلى قاع البحر, مسكين فعلاً لقد قتله رفيقه, وهذا ما استنتجته أيضاً وأنا أهٌم بالتوقف لمساعدته . استجمعت ما تبقى من شجاعتي واتجهت نحوه متشبثاً بالأمل ثم ناديت من بعيد يا عم يا عم؟ أحس السائق الطيب بنبرات القلق والخوف منبعثة من صوتي المتحشرج فأجابني من بين الركام الحديدي المهترىء : لا تخف يا بني فأنا بخير!! أنا فقط أُجري إسعافاً لسيارة الإسعاف ! إنني أنعشها ( كربريترياً وكهربائياً فأورطي ديلكوها) على مايبدو مقطوع مقطوع يا ولدي. ضحكت ثم استفهمت هل أستطيع خدمتك؟أجاب شاكراً تركته ومضيت ,وفي أعماقي وعلى شفاهي سؤال موجه لوزارة الصحة ممثلة بإدارة الشؤون الصحية بجازان : متى نرى في مراكز الرعاية الصحية الأولية بمركز إمارة السهي مركبات إسعافية حقيقية ؟ كتلك التي رأيناها يوم افتتاح ضاحية الملك عبدالله بن عبدالعزيز السكنية بديحمة ! أذكُر مقدار فرحتنا بها وهي تقف متباهية على مفخرة الأرض الأثرية الإسعافية بتجهيزاتها وإمكاناتها الحديثة.لكن فرحتنا لم تدم طويلاً فسيارة الإسعاف الحديثة هذه ,وما أن غادر سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان وضيوفه الكرام مقر الحفل حتى تنكرت لنا و... (راحت مشت وعيوني تتبعها) ..بكل أسف كانت على مايبدو طقم إكسسوار فقط ومستعار أيضاً لزوم الحفلة الافتتاحية يعني ؟!؟ يا صحة جازان إذا لم يكن بالإمكان تزويد مراكز الرعاية الأولية في مركز إمارة السهي بإسعافات حديثة فلماذا هذا التمثيل؟ ثم لماذا لا تمنحي أهالي هذا المركز المحروم من المستشفيات ومن المراكز الصحية المتطورة رغم عدد سكانه الهائل فرقة للهلال الأحمر كحل مؤقت لخدمته إسعافياً , خاصةً وأنه يبعد عن أقرب مستشفى حوالي 20كم ؟ ورجائي الأخير ياوزارة الصحة(لوكان لي عندك خاطر) تحويل مفخرة الأرض اليابانية الإسعافية الأثرية موديل 1982م الجاثمة تحت الإقامة الجبرية بمركز الرعاية الصحية الأولية بديحمة إلى متحف الوزارة بالجنادرية بعد تركيب طقم أسنان لها (بواجي )لتتمكن من قطع يد كل من تسول له نفسه (بكع) أورطي (ديلكوها) الذي يهبها بالحياة . محمد احمد محمد مدبش الخلائف ديحمة [email protected]