الانفلات الأمني ، وغياب القانون ، يلازمهما النهب والفوضى ، وسيادة شريعة الغاب ، هذا شيء مسلم به لا يختلف عليه اثنان ، أما أن يظهر النهب في ظل وجود القانون ، واستتباب الأمن - الذي قلما تجد له نظير في البلدان المتقدمة - فهذا نهب غير مألوف ، لم نكن نسمع به من قبل ، نهب ممنهج ومنظم ، أًصحابه وأبطاله - وبعد أن صار \" بيدهم الخيط والمخيط \" - حُق لنا أن نسميهم ب ( الناهبون الجدد ) فمن هم يا ترى ؟ لعل قائل يقول : لقد سمعنا بشيء قريب من هذا الاسم ، فأجيبه : بأن ما كنا نسمع به من قبل ، وتردده على مسامعنا ، الجزيرة ، وبنات عمها ، وخالها ، من قنوات الأخبار ، هو اسم : ( المحافظون الجدد ) فهل يا ترى في الأمر لبس ؟! ( لا ... ) ليس من لَبْسٍ ! ( فالناهبون الجدد ) يعيشون بين ظهرانينا ( والمحافظون الجدد ) يعيشون في أمريكا ( الناهبون الجدد ) يشتغلون في نهب أموال الشعب ( والمحافظون الجدد ) يشتغلون بالسياسة من أجل خدمة الشعب ، من فلسفاتهم \" عش واترك غيرك يعيش \" أما ( الناهبون الجدد ) فمن فلسفاتهم \" عش وخلي غيرك يموت \" ( الناهبون الجدد ) ولدوا فقراء ، وفجأة ، وفي غفلة من الناس صاروا أغنياء ، أما ( المحافظون الجدد ) فهم نخبة من الساسة الأغنياء والأثرياء ، مروا بكل درجات السلم وصولاً للقمة بأمان ، أما ( الناهبون الجدد ) فتسلقوا على أكتاف الفقراء وقفزوا للقمة بأنانية الذات ( المحافظون الجدد ) يساهمون مع الشعب في إدارة شؤون بلادهم ، أما ( الناهبون الجدد ) فيسعون لشرعنة النهب من خلال دفع الرشاوى ، وشراء الذمم ( المحافظون الجدد ) لهم تأثير كبير على السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية ؛ رعايةً لمصلحة الأمة الأمريكية ، أما ( الناهبون الجدد ) فلهم تأثير كبير على معايش الفقراء ومصادر رزقهم ؛ رعايةً لمصالحهم ، بطرق مباشرة وغير مباشرة ! لعل قائل يقول : لقد عرفتهم ، إنهم أولئك الذين خرجوا بعد سقوط بغداد في 9 من نيسان سنة 2003م ، ينهبون قصور صدام ، ومتاحف بابل ، فأقول له لم تحزر ؛ لأن أولئك ( الناهبون ) كان دافعهم إما العوز والحاجة أو الحقد ، أما ( الناهبون الجدد ) فدافعهم الجشع المستشري في ذواتهم ، فيقول : أنت محق ، ذاك حدث قديم ، إنهم أولئك الذين ظهروا بعد زلزال ( هاييتي ) ينهبون متاجر المدينة ، فأقول له : لقد أبعدت النجعة يا هذا ، إنهم أقرب إليك من شراك نعلك ، إن بقي لك نعل ، وقد نصبح ذات يوم بلا نعال ، نفترش الأرض ، ونلتحف السماء ، والغني منا يسكن ( فيلا ) من صفيح ، إن لم يٌكبح جِماحُهم بلجام من حديد ، وإن غداً لناظره قريب . فهل عرفتموهم أيه النبلاء ؟ أسعد العبدلي 3/5/1431ه