ضمن الإطار التحديثي الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم لتحديث المناهج المدرسية وانطلاقاً من جملة من المبررات اقتنعت مؤخراً بأهمية إدراج مادة جديدة تحت مسمى التربية الموسيقية . وقد لاحظت الوزارة تذمر الطلاب من حصة التربية الفنية ذات المنظر الطبيعي المتكرر في كل مدارس المملكة وهو عبارة عن جبل تعلوه شمس مشرقة وينحدر منه مجرى السيل لتتفرع على أطراف الوادي بعضاً من الأشجار في مشهد تم تدريسه للسابقين ولم يعد ينفع للأجيال القادمة . وقد أخذت الوزارة بتوصيات لأبحاث سابقة تم فيها إخضاع (الشياب) قبل عقدين من الزمن لدراسة فنية عبر أغنية \" بالله تصبوا القهوة وزيدوها هيل \" حيث لاحظت مدى تأثرهم بتلك المعزوفة الموسيقية وذهاب كل واحد منهم لمزرعته لجلب التمر استعداداً لاستقبال سميرة توفيق !!. وأغفلت الوزارة جملة من الاقتراحات التي رُفعت لها من السفارات السعودية في الخارج بعد أن لاحظت الجهات المعنية ارتفاع مستوى الحس الوطني لدى الأفراد خاصة مع أغنية فوق هام السحب بموسيقاها الجاذبة ، ويا سلامي عليكم يا السعودية !! اقتنعت الوزارة لأنها تعرف جيداً أنه تم استحلاب الشباب باسم الموسيقى خارج الحدود لتساهم في جعل العمل الموسيقي عملاً منظماً وهادفاً وبعيداً عن جوانب الاستغلال . وإدراكاً منها بقيمة الفن كرسالة في تنمية الشعور بالانتماء للوطن بعد نجاح الكلمة واللحن في ملحمة الجنادرية وحدة وطن فقد أخذت على عاتقها كل تبعات اتخاذ هذا القرار بما في ذلك التصدي للجان البشوت والمناصحة والاستعداد لمواجهة قرارات الشجب الاستنكار . إدراج هذه المادة الموسيقية لم يكن إلا متطلب جديد ضمن متطلبات القرن الحادي والعشرين بعد أن لمست الوزارة دور الموسيقى الفعال في ترسيخ مفاهيم المواطنة الصادقة . وأثر تلك المعزوفات في تنمية شخصية الطفل ومساهمتها في نقل الثرات الفني والثقافي إلى الأطفال وجعلهم يعبرون عن المشاعر والأحاسيس بدون خجل إضافة إلى إثراء الجانب الترفيهي المفقود في بقية المواد الدراسية لنكتشف في النهاية أن كل ما ذكر أعلاه لم يكن إلا واحدٌ من أخبار أبريل ( نيسان ) . بقلم : صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected]