تضيق الملامح الفنية أو تنحسر أو تتماهى أو تندمج، لتظهر تيارات موسيقية جديدة. ومنذ نهايات القرن الماضي وثمة أنماط موسيقية متباينة تظهر وتختفي، أو قد تستمر وتصل للعالمية. ومن هذه الأنماط موسيقى الراي، التي ظهرت في سبعينات القرن الماضي وما لبثت أن غزت فرنسا، ومنها العالم، حيث باتت تُعتبر اليوم من المكونات المهمة للمشهد الموسيقي الفرنكوفوني. أحيا فريق «صحرا» حفلة غنائية لموسيقى الراي في قصر الحرية في الإسكندرية، حيث اكتظت قاعة المسرح بشبان غنوا ورقصوا وتمايلوا مع الإيقاعات النابضة لموسيقى الراي. يضم الفريق الذي تأسس عام 2000 سبعة أفراد هم: قائد الفريق أحمد الوحش (كيبورد)، مروان شعبان (غيتار)، محمد مدحت (كمان)، أحمد هشام (درامز)، أسامة صلاح (باز غيتار)، أحمد عز (غناء) وأحمد علي (إيقاع). ويقدم الفريق أعمالاً لأشهر الفنانين الجزائريين، كالشاب خالد، ورشيد طه وغيرهم، إضافة إلى أعمال خاصة بهم من كلماتهم وألحانهم. وعن الفريق يقول الوحش: «نحن مجموعة من الأصدقاء، جمعنا حب الموسيقى، وكوّنّا فريقاً وأطلقنا عليه اسم «صحرا»، تيمناً بأغنية الشاب خالد الشهيرة بالاسم ذاته». ويرى أن الراي مزيج من الموسيقى الصحراوية مع موسيقى فرنسية وأندلسية متأثرة إيقاعيا ًبالموسيقى الشرقية. ويُذكر أن ظهور الراي كان بداية في الجزائر، ومنها انتقل الى المغرب ثم الى فرنسا، واكتسب هناك طابعاً عالمياً بعد ذيوع أغنية «دي دي» للشاب خالد . ويعتمد الفريق على الأداء الموسيقي أكثر من الغناء، وموسيقاهم عبارة عن مزيج من الجاز والموسيقى اللاتينية والشرقية تغلب عليها إيقاعات الراي. يقول أحمد عز: «موسيقى الراي عبارة عن وسيلة للحديث عن الحياة اليومية للشباب الذين يحلمون بالحياة الكريمة. إن بعض مواضيع الراي، مثل الحب، تعتبر مواضيع عالمية، غير أن ايقاعاتها غير المألوفة وقصائدها الغنائية العربية ربما تصعّب من مهمة ترويجها، ونحن نحاول الاقتراب من واقع الشباب من خلال كل ما نقدمه». ويضيف: « لاقت موسيقى الراي تجاوباً لدى الشباب، ونحن نهتم بالأداء الموسيقي بشكل خاص، فالموسيقى العربية لم تسجل حضوراً منفرداً، بمعنى أنها ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالكلمة، فكل جملة موسيقية لحنية تعتبر قالباً موظفاً مع الجملة الكلامية. لهذا كانت الأغنية مثار الجدل والبحث في كل عقد من الزمن أو حقبة من الحقب، ولذلك قررنا أن يكون إنتاجنا الموسيقي متوازناً في الغناء والعزف الموسيقي المنفرد». في البداية لم تكن لدى الفريق إستراتيجية واضحة لمشروعه الموسيقي، لأن همه كان حب الموسيقي وتقديم ما يحب، ولكنه بعد فترة قررأن تكون له موسيقاه الخاصة وأن يكون لديه مشروع موسيقي ينتقل به من المساحة الضيقة للفرق الموسيقية الصغيرة إلى نطاق الموسيقى الواسع. أصدروا ألبومهم الأول بعنوان «صحرا»، الذي أنتجوه على نفقتهم الخاصة. ولاقى هذا العمل نجاحاً كبيراً لدى الشباب، مما أهَّلهم للمشاركة في فيلم «الوتر». غنى الفريق عدداً من أنجح أغانيه خلال الحفلة، ومنها «سهران وياكي» و «سمرا» و «حلي الباب» و «نار»، كما قدمت معزوفات موسيقية بعنوان «بسكيولا» و «ديزر تولوجي 1» و «ديزر تولوجي 2».