في الواقع يبدو أن هناك الكثير من يعتقد أننا الأقرب من الغرب من ناحية الوعي والقيم والمبادئ الإنسانية في التعامل البشري, والذي يمثل إنعكاساً دينياً وحضارياً لا بديل له خاصة مع تعاظم الدور الذي من المفترض أن نحمله نحن المسلمين في جميع أمورنا وتعاملاتنا فيما بيننا كوننا مجتمع مسلم يحمل في طيات عقيدته مبادئ وقيم وأخلاق كان من المفترض أن نطبقها نحن ولكننا في حقيقة الأمر نرى بأن الغرب يطبقها بشكل أفضل منا !! حينما نستعرض بعض المواضيع التي من المفترض أن تتضمنها تلك القيم والمبادئ في تعاملنا مع بعض كالأمانة والصدق وخدمة الناس واحترامهم واحترام عقائدهم وخصوصياتهم , وكذلك تقديم الخدمات للغير بالتأكيد ستجد أن الغرب يتفوقون علينا في كل تلك الأمور .. التتبع التاريخي لمثل هذه الأمور يعطيك شواهد من الواقع,فمثلاً في محيط عملنا لا نرى هناك سوى القلة ممن يقومون بعملهم على أكمل وجه,وكذلك تقديم الخدمة كما يجب للمراجع لأي دائرة , فنجد أن البعض وإن قدم خدمة لذلك المراجع فتجده يتذمر وكأنه يتفضل على المراجع بشيء من جيبه ، كذلك حتى في الشارع واتباع الأنظمة والقوانين نجد بأن الغرب مجتمع منظم , ويحترم القوانين والأنظمة بعكس مجتمعنا الذي يكاد يتذمر حتى من الوقوف في طابور النظام,ولا يحتمل أن ينتظر دوره,فتجده يبحث عن واسطة أو بأي وسيلة حتى ينهي معاملته أو غرضه بأسرع وقت وقبل كل من حضر قبله !! إن المجتمع الغربي يطبق كل مانص عليه ديننا الحنيف في تعاملاتهم وحياتهم الإجتماعية والعملية والعلمية .فهم يعتبرون عملهم أمانة يجب أن يقوموا به على أكمل وجه ، حتى الطالب فيهم لا يقدم على الغش ومن كان يقف في مكان لتقديم خدمة للناس فتجده يقوم بها على أكمل وجه , ويحترم أوقات الدوام , وفوق كل ذلك تجده مبتسماً إذا قابلته ونحن نفتقد حتى للإبتسامة لا نرسمها على مُحيانا عند مقابلة الجمهور في محيط عملنا أو عند لقاء بعضنا.بالرغم أنها تعتبر صدقة كما قال ( رسولنا الكريم ). القراءة الإجتماعية التي تخص احترام البشر لا نجدها كما يجب سوى في مجتمع الغرب,أما في مجتمعنا المسلم فنجدها خارج الذاكرة للكثير منا , فحين نرى معاملة العامل الأجنبي من قبل بعضنا فما هو إلا دليل على أننا لم نحترم قيمنا وتعاليم ديننا والذي ينص على احترام البشر , بغض النظر عن الديانة , والجنسية , والمهنة لكل منهم فالرجل المسلم هو من يدرك بأن حسن التعامل وكرم الأخلاق هي صفة من صفات المسلم , ويجب أن يتحلى بها كي يكون بالفعل مسلما يطبق القيم والمثل الإسلامية السامية . خيرات الأمير [email protected]