جاء ديننا الإسلامي الحنيف بتعاليم سمحاء وقيم عظيمة غطت كلمناحي حياة الفرد المسلم ولقد تلقاها الصحابة رضي الله عنهم عن نبينا الكريم صلىالله عليه وسلم, الذي علمنا الحلال والحرام والبر والفضيلة والطهارة والصدق والتسامح وآداب الطعام والجلوس واحترام الكبير والرأفة على الصغير وحقوق الجار وعدمأذيته وإزعاجه ومعاملته بالحسنى ونهانا عن التجسس والتحسس وأمرنا بالاستئذان قبلالدخول إلى منازل الآخرين وأمرنا بالإحسان إلى المرأة وإكرامها.. كل ذلك جاء فيتعاليم ديننا ولكن مع الأسف لا نطبق معظمه بل نحن بعيدون كل البعد عن ما جاءت بهشريعتنا, وبالمقابل نجد أن الأوربيين يتصفون بصفات المسلمين مما يدفعنا للسؤال هلنحن المسلمون أم هم؟فالمسلم مع الأسف يكذب ويتحرى الكذب ودون خجل أو مداراة, فالزوجةتخبر زوجها بأنها بالبيت بينما هي عند الجيران والابنة تخرج إلى الجامعة بينما هيذاهبة إلى السوق، والأب يكذب والابن يكذب أسئلة كبيرة ومخجلة وقد قال رسولناصلى الله عليه وسلم ( إن المؤمن لا يكذب ) وقد نفاجأ نحن المسلمين لو علمنا بأنالأوربيين ينبذون الكذب ويعتبرونه أمراً مريعاً، وحتى الأطفال منهم يعرفون قيمةالصدق وينشئون على ذلك ولا يحترمون الشخص الكذاب وفي مجتمعنا الإسلامي أصبح إخلافالوعد عندنا مضرباً للمثل فمن يعدك بالحضور في وقت معين لا يفي بوعده ومن يعدكبمبلغ معين أيضاً لا يفي وحتى من اتفقتَ معه على تسليمك عملاً معيناً لا يفيبوعده, بينما احترام الوعد عند الإنسان الأوربي شيء أساسي وتفقد مصداقيتك فوراً لوتصرفت خلافاً لذلك, وهم يحترمون العمل ويقدسونه فتجد البروفيسور منهم قد يعمل بجليالأطباق بينما عندنا نتهكم على من يعمل عملاً بسيطاً ويحط المجتمع عندنا من قدرهكإنسان. وعند الأوربيين عندما يفشل أحدهم في حياته الخاصة يعود ليبدأ وبكل دقة ودعممن الآخرين من جديد, بينما في مجتمعاتنا التي يفترض أنها إسلامية يُضيّق فيها علىمن يفشل في حياته الزوجية وخاصة إذا ما كانت امرأة, فهي تظل تحمل وصمة الطلاق لبقيةعمرها بينما يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: (وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته). أما الجيران فقد أصبح من الصعوبة بمكان مصاحبة الجار, إذ أنهولأبسط تفاهم بينك وجارك قد يتطور الأمر إلى مشكلة كبيرة, وربما يكون السبب شجاراًقد نشب بين الأطفال الذين سرعان ما تعود علاقتهم إلى سابق عهدها بعد أن يكون الكبارقد وصلوا إلى أبعد الحدود في الخصومة, بالإضافة إلى ما قد يتسبب به بعض الجيران منإزعاج لبعضهم وقد نهى عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم, كل ذلك لابتعاد الناسعن الآداب الإسلامية من استئذان وتجنب الفتن والمعاملة بالحسنى بين الجيران وعدمالتجسس, وتجد أن كل هذه الصفات يتحلى بها غير المسلمين, فالأوربي يكون مع جاره فيغاية الاحترام إذ لا يتدخل في شؤونه ويستأذنه قبل الزيارة ولا يتعمد إزعاجه, بينماعندنا قد تجد شخصاً داخل منزلك ومكتبك دون أن يطرق الباب, كذلك تجد أن الناس عندنالا يترددون في رمي القاذورات على الطريق العام, وقد أمرنا رسولناالكريم بإماطة الأذى عن الطريق فلا وجه للمقارنة بين شوارعنا وشوارعهم, فقد وضعالأوربيون حدوداً لعلاقاتهم وضوابط تحكم تصرفاتهم وهي شبيهة بتعاليم الدينالإسلامي فأين نحن من تعاليم ديننا الحنيف ؟ بقلم / علي حنبص سعيد آل موسي / ابها