أمران لا يرتبطان نهائيا في أي مجتمع فالمواطنة تتعارض مع الجشع القائم حاليا والغلاء الموجود ,,, حيث أن المواطن يعاني من الغلاء الكبير والارتفاع المتكرر رغم أن المليك حفظه الله لم يقصر أبدا وقد تكرم بنسبة وصلت حاليا إلى 15% للموظفين كي يقاوموا الغلاء الكبير فهل من واجب الدولة أن تصرف بدلات لمساعدة المواطنين وواجب التجار زيادة الأسعار بشكل مبالغ فيه أصبح المواطن في حيرة من أمره كل شيء زاد سعره فهل من واجبه أن يقاوم بما لديه من إمكانيات ضعيفة أم من واجب التجار النظر بنظرة حنونة وبنظرة المواطنة الصالحة لهذا المواطن ومحاولة مقاومة الزيادات من جهتهم وإذا كان لابد من الزيادة لظرف قاهر يستوجب على التجار الزيادة فعليهم أن يوضحوا للمواطنين أن هنالك زيادة بسيطة في السلعة الفلانية وذلك بعد توضيح الأسباب ,,, كي يفهم المواطن أن هذا التاجر لدية وطنية ولكن هنالك أمور خارجة عن إرادته فعليه أن يزيد الأسعار ولكن بعد التنبيه ومحاولة المقاومة لأن واجبه الوطني يستوجب عليه ذلك وليس أمرا بالمزاج بل هو واجب ,,, وكذلك بأن يوضع مؤشر خاص بالأسعار في جميع الأسواق التجارية الكبيرة وكذلك في الصحف توضح للمواطن الأسعار وتوضح للمسؤولين الأسعار كي يكون هنالك تعاون لما فيه مصلحة المواطن . وكذلك شاهدنا جميعا أن بعض الأسعار زادت قبل أن تنزل الخمسة في المائة الجديدة وهذا إنذار للمواطن بأن ما أعطيت إياه سوف نأخذه دون مبرر . نعم هي تجارة وهي خاضعة للعرض والطلب وللأسعار العالمية ولكن هنالك واجب وطني يحتم على التاجر أن يقاوم قدر المستطاع كي يثبت للجميع أنه قاوم وأنه ليس بمقدوره أن يثبت على سعر معين وبأن لا يكون ممن يستغلون الظروف الراهنة . بعيدا عن الأمور الاقتصادية ما يهم المواطن هو ثبات الأسعار مهما كانت الظروف لأنه لا يملك الكثير إن كان موظفا فلدية دخل معين لا يستطيع أن يتجاوزه وإن لم يكن لديه عمل وحاله أنه يستلم الضمان أو يأخذ ما تجود به الجمعيات الخيرية او اهل الخير فهو مكبوت نفسيا وحزين داخليا من أين يقاوم وهو من أصحاب الدخل المحدود أم ان الموضوع لمجرد الغلاء كي يساير أهل الغلاء ما جاد به خادم الحرمين الشريفين ويأخذون ما دخل للمواطن عن طريق الدولة بأسعار تهتز لها الأبدان . ويتنافس الكثير في الغلاء حتى من أصحاب الحرف اليدوية فشاهد الجميع في منطقة جازان زيادة أسعار العمالة وذلك لذهاب المجهولين فبدلا من أن يكافئ المواطن على مساعدته الجهات المختصة في القبض على المجهولين كانت المكافأة بغلاء الأيدي العاملة وهذا من باب استغلال عدم وجود المجهولين ,, فهل نتمنى رجوعهم كي تستقر الأوضاع هذا الأمر قمة الغفلة وقمة التخلي عن الوطنية حيث أن كفلاءهم إما إنهم لا يعلمون وهذه مصيبة وإما أنهم مشرفين عليهم ويؤيدونهم في هذا الغلاء وهذه أم المصائب وإما أن العمالة تشتغل لحالها والكفيل متستر ,,, تحدثت مع كثير من الذين يبنون منازل كي أعرف الأسعار قبل المجهولين وبعدهم فوجدت أن في وجود المجهولين كان مثلا سعر بناء العظم في محافظة العيدابي بالمتوسط 90 ريال للمتر وبعد أن أبعدوا المجهولين قدمت لهم مكافأة بأن المتر تعدى 160 ريال وهذا في المتوسط والزيادة ما زالت في ارتفاع فأين الوطنية حيث ترفع الأسعار استغلالا للموقف وتتوالى مواقف الجشع من هنا وهنالك ولو قمنا بعرض كل ما توصلت له أيدينا من مظاهر الغلاء فلن تكفي مقاله بل نحتاج إلى مجلدات وكلها في فتره بسيطة ,, نسأل الله بأن يعود الكل إلى وطنيتهم وأن يعوا معناها وأن يرحموا أبناء جلدتهم وإخوانهم من الجشع وإلا لماذا تتعالى أصوات الوطنية من هنا وهناك وتعرض صورهم في القنوات الفضائية وفي الجرائد والمجلات على أنهم أهل للوطنية وفي الوجه الأخر جشع ساحق لا يرحم !!!!!! محمد سالم الغزواني