يرن في أذني ما بين الحرب السادسة للشقيقة اليمن شمالا ً وأصوات الانفصال السياسي جنوبا ً وبين ملحمة الوطن ضد المتسللين من ذات الفئة المتمردة في شمال الأولى ثرثرة ٌ مثيرة ٌ حد الشفقة أصلها من دولة إيران الإسلاموية وفرعها من أحزابها – مخالبها – العسكرية التي تسعى جاهدة ً في أن تدس أنفها في كل شئ وتنصب من نفسها متحدثا ً رسميا ً باسم الكل في محاولة يائسة منهما لجمع شتات ما تبقى من ماء الوجه من براثن الوحل في حين أن أغلبية الكل إن لم يكن كلهم تنظر بعين ٍ من عدم الارتياح بعد أن فقدت الثقة منهما حتى من الجانب الدبلوماسي .. ففي حديث رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني لقناة الجزيرة يقول وبكل جرأة \" أن الإيرانيين لا يشعرون بالارتياح جراء تدخل الدول المجاورة في شؤون اليمن الداخلية\" في إشارة واضحة وصريحة للسعودية ... وكأن الأخيرة لا تروق لها خريطة المنطقة إلا برؤية الشعب الواحد ينقسم إلا عدة شعوب ٍ وقبائل ليتناحروا!! ، متجاهلا ً أن ذات الدولة تحتضن قبلة المسلمين وتجمعهم بكل أمن ٍ وأمان في شعاب مكة المقدسة وتحفهم الأمن والطمأنينة حتى عودتهم سالمين معافين ، وجاهلا ً أو متجاهلا ً أيضا ً أن ذات الدولة انتفضت من الخزعبلات الشركية والتكهنات العرقية وآثرت إلا أن تتمسكت بكتاب الله وسنة نبيه صلوات ربي وسلامه عليه واتخذت من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجعلت منها مدرسة ً دينية وسطية تؤمن بضرورة الوحدة والدعوة لها بين أبناء الدين والمصير الواحد. قد لا يعلم لاريجاني أن حكومة الأمر الواقع بسلطتيها التنفيذية و التشريعية في إيران أصبحت في موضع اتهام ٍ من قبل الشعب الإيراني الذي بدأ يتجرأ وبكل شجاعة منذ نحو الستة أشهر في ملاحقة لصوص الأصوات الانتخابية لأنهم أيقنوا في ما لا يدع مجالا ً للريب أنهم لم يختاروا نجادا ً ممثلا ً لهم ولا لاريجاني متحدثا ً باسمهم ، ولأن ذات الحكومة أيضا ً استخدمت الأسلوب القمعي الهمجي للرد على شعبهم المتسائل واستخدمت لغة البندقية بدلا ً من طاولة الحوار الوطنية وأيضا ً همجية الغازات المسيلة للدموع بدلا ً من فلسفة احتواء الجموع ... غريبة ٌ إيران ٌ هذه ؟! بالأمس القريب رأينا على شاشات اليوتيوب مصرع العشرات واعتقال المئات من المتظاهرين ضد نظم الاستبداد الإيرانية ، ويصرح نائب قائد شرطة طهران وأنا الذي أعجب من قوة جرأته في حبك الأكاذيب جهارا ً نهارا ً ويقول بأنهم يخوضون حرباً ضارية ضد مؤامرة عالمية للإطاحة بإرادة الشعب الإيراني ... وحتى لحظة كتابة هذا المقال لا أعلم من يكون إذا ً الشعب الإيراني إذا ما كنت لهذه الدرجة من السذاجة مصدقا ً لخزعبلات أولياء الفقيه في تصريحاتهم ، تزداد هذه الغرابة عندما أراها – إيران - تستجير من الرمضاء بالنار وتدعم حركات التمرد والانقسام في الشرق الأوسط عامة ً وفي دول الخليج خاصة وأنا الذي تعلمت منذ نعومة أظفاري أن من يصب الزيت على النار لن يكون بمنأى عن لهيبها. (أخيراً) .. إن ثرثرة الغير حول حرب اليمن الشقيقة ضد حركات التمرد المسلحة وجماعات الانفصال السياسية وضد حرب المملكة العربية السعودية التي تقودها دفاعا ً عن حدودها الجنوبية خصوصا ً ووحدتها مع جاراتها في الخليج العربي عموما ً .. لن تجد آذانا ً صاغية مهما وصلت هذه الثرثرة على لسان مستويات آياتهم العظمى في كيانهم الآيل للانهيار ، وأرى أنه من الأجدى لها أن تؤثر على نفسها من الثرثرة حول الحرب لأنها ستكون بخصاصة ٍ لها إلى ما بعد انهيار نظامهم بجرأة وإصرار أبناء الشعب الإيراني. (وكفى بربك هاديا ً ونصيرا) [email protected]