يتطلع دائما ً أن نكون في أعالي قمم المجد ومعالي العز ، يتعمد الغياب لفترة ٍ من الوقت ليس لقضائه – أي الوقت - في استراحة محارب كما يقال لأن يعرف أن هناك من سيلتقط أنفاسه من هول الضربات التي يتلقاها كيانه المتساقط ، بل يكون غيابه نزهة يقضيها في الصعود إلى أعالي جبل دخان ويزمجر بأعلى صوته ويقول \"أثبت دخان عليك الآن شجعان\" وهو واثق تمام الثقة من ما يقول ، ويتمتع أيضا ً بويلات مشقة الطريق إلى جبل المدود ومحطما ً شموخ جبل الرميح لينهي نزهته ، لم يكن معجزة ً إلهيه ولا أسطورة ً خياليه إنه وبكل بساطة شخصية ً عسكرية قيادية يقضي وقته منذ فجر اليوم الأول حتى لحظة كتابة هذا المقال لسماع الإيجازات العسكرية في خيمة ٍ متواضعة وحبك التكتيكات المدمرة والتي تنبع خبرتها منذ أول يوم ٍ استبدل فيه جلده الفطري بالبدلة الوحشية العسكرية ... في كل صباح ٍ باكر يعود إلينا بكامل أناقته العسكرية وبابتسامته الرائعة مستبشرا ً ومبشرا ً المواطنين بالنصر المبين ليكسر شوكة كل معتد ٍ أثيم وكأني أراه يصيح بأعلى صوته لتبلغ آذان كل أبناء المنطقة الجنوبية الحبيبة قائلا ً \"استأنسي بزوال الشر يا جازان\" ... أتعلمون من هو؟؟ إنه خالد بن سلطان.. ببضع كلمات ٍ في بضع دقائق في مؤتمر ٍ صحفي ٍ عابر على أرض المعركة أثبت صاحب السمو الملكي الأمير خالد أنه يقف جنبا ً إلى جنب بجوار أبنائه الذين وصفهم سموه الكريم بزملائه العسكريين ليكسر كل الحواجز التي تفرضها البيروقراطية العسكرية بين الرئيس والمرؤوس في ميادين الحرب ، وأثبت أيضاً لكل من خان وطنه وباع ولائه أنه معتد ٍ أثيم ، لقد أشعل سموه الكريم حماسا ً منقطع النظير في نفوس وحدات الجيش السعودي التي لم تشارك في كسر شوكة من أراد بالمملكة العربية السعودية سوءا ً بل وتتطلع ذات الوحدات وبكل غبطة للمشاركة بجوار زملائهم في ملحمة الوطن على الشريط الحدودي الجنوبي. قد لا يعلم سمو الأمير عن مدى متابعة وتفاعل وحدات الجيش الوطنية وحماسه للمشاركة ، ولكنني أجزم أنه يعلم أننا على أتم الإستعداد للمواجهة بعد أن قضينا سنوات عجاف من التدريب تحت مظلة قوله تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة). وطني ... هنيئا ً لك بوافر ٍ من الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار ، كيف لا وعلى أرضك أرى قيادة ً عسكرية ً حكيمة وسلطة سياسية رشيدة ... حييت يا وطن الشموس. عريف / فيصل دخيل اليزيدي لواء أبو بكر الصديق السابع عشر