يال هذه الأرض المكلومة .. لا تكاد تتنفس الصعداء .. ليجثم الإنسان عليها لخنق تلك الآمال بالهدوء والاستقرار.. التلوث .. الحروب .. التصحر .. ثقب الأُوزون .. الاحتباس الحراري .. أنفلونزا الطيور .. الأمطار الحمضية .. تزايد انبعاث الأشعة فوق البنفسجية .. خلل التوازن البيئي .. أنفلونزا الخنازير....الخ , مشاكل تجر مشاكل ..كم من المؤتمرات تعقد واتفاقيات لا تنتهي يجتمع القوم ويذهبون , ليجتمعوا مرة أخرى إصدار توصيات وتوصيات دون جدوى , مما يزيد المعاناة يوما بعد يوم.. عدم التوازن في البيئة وتلوث الجو والأرض ولَّد مشاكل صحية متزايدة وغريبة لم نسمع بها من قبل وعودة أمراض كانت قد اختفت من الوجود لتظهر مرة أخرى .. والإنسان لا يرحم نفسه من كل ذلك .. ألا يعلمون إن ذلك يعود بالوبال عليهم وعلى الأجيال المقبلة ... إن هذا الوضع المزري جعل البعض يفكر بصحة فكرة العودة للحياة البسيطة وحتى البدائية , بالرغم من وجود بشر مازالوا في أطراف معينة على سطح الأرض يعيشون حياةً بدائية في الأكواخ والكهوف ويقتاتون على ما يجدون في بيئتهم من غذاء كصيد الفرائس, أو نباتات الأرض وحتى الحشرات كذلك.. لكن يد الإنسان لا ترحم وطمعه في تحويل كل جميل للإبادة لدلالة على ضياع الإنسانية واختفائها من قلوب البشر, ف أيضاً هؤلاء البسطاء يتطفل عليهم أُناس طامعون في ثروات أرضهم ،لم يكفهم الخراب الذي عمَّ الأرض ونيران الحروب والفتن المشتعلة هنا وهناك لتلحق هذه البدائيات الصغيرة بالركب ... يَمَنُنَا الحبيب .. ليس بمنائ عن ذلك .. تعتصره الفتن بين الفينة والأخرى , غير عابئة ببراءة الطفل المتشبث بأمل الحياة في وطن يسوده السلام .. أو العجوز الصابرة التي تحمل في قسمات وجهها ذكريات لوطنٍ مليءٍ بالإنجازات والجراحات .. والشيخ الذي ناضل من أجل وطنٍ قوي فتعب ليرتاح أبناءه .. تقرأ في أعينهم جميعاً الحيرة..متى لوطني أن يرتاح؟ ولأرضي أن تهمد من إعصار الفتن الذي يجتاحنا ..لا نكاد نبني حتى يُهدم البناء من جديد.. تنهيدة.. وطني.. عِلمُنا بجهدك في مقاومة ما نفعل بك من سفكٍٍ لدمك .. لا يردعنا عن قطف أزهار سلامك أو قتل براءة الطفولة التي تداعبك بمرحها وسلوتها عليك .. أو هدم أمجادك التي تعبت في نضالك من أجلنا وإصرارنا بممارسة ذلك الهدم .. ووفائك باحتضان من ناضلوا للمحافظة على أمجادك, فدم شهدائك لم يبرد بعد .. لنقوم بما نقوم بدمٍ بارد .. هل للاعتذار لك يا وطني .. مجال ! .. مما تعذرنا ؟.. لجهلنا أم لغبائنا أم لقلة إيماننا ..اعذرنا .. صبرك علينا أمدنا بذلك الشعور الجارف بحب هدم ذواتنا .. ولم نعي بعد أن هدم وطننا هدمٌ لذواتنا ... فهل للاعتذار من سبيل.