لا يرى عميد كلية العلوم بجامعة حائل الدكتور أحمد مهجّع الشمّري أي تعارض أو لبس بين العلم والإيمان، وأن القضية تعتبر هاجساً عند التيار الديني المتشدد وغير القابل للحوار على طاولة الوسطية والتخصصية العلمية. فإن الكثير من الظواهر الكونية وغيرها والتي لا يفقهها العوام أو المتخصصين في المجالات الدينية، إضافة إلى أن الجهل بالشيء لا يعتبر مبرراً بالحكم بخصوصية الغيبية الإلهية له؛ إذا ما علمنا مثلاً أن الكثير من أسباب الوفاة سابقاً كانت تصنف على أنها سحر أو أمر لا يعلمه إلا الله، كبعض الأمراض التي تصيب الناس مما يجيز لنا وصفها بالوباء، لجهلنا بكنهها من جهة وبعدم توافر الدواء الناجع لها من جهة أخرى؛ بينما تجد الآن أن مسببات مرض الانفلونزا والجدري والسل وغيرها من الأمراض التي كانت من الغيبيات أصبحت متداولة بين صغار السن. وأضاف: «من زاوية أخرى كان الحمل بالطفل ومعرفة جنسه يعتبر غيباً إلى حين الولادة – وصح لهم ذلك وقتها –حتى اكتشف جهاز الموجات الفوق صوتية والذي من خلاله يمكنك أن تتعرف على جنس المولود قبل الولادة، وهو ما أدى إلى نقل البشرية إلى حال من الخلط بين الغيب والإيمان الديني بخصوصيته للإله وبين الحقائق التي أثبتها العلم بالتجربة والدليل. ولعل مجرة (أندروميدا) الغيبية قبل سنوات أصبحت حقيقة يعرفها كل مهتم بالفلك، فقد خرجت هذه المجرة من وصاية الغيب المتعارف عليه إلى حكم المعلوم. وتابع: «كان لا بد للمناوئين للعلم والاكتشافات والحقائق من أن يدركوا أن الغيب يبقى غيباً لا تدركه العقول وأن هناك فرقاً شاسعاً بين الغيب والجهل بالشيء إلى حين معرفته. فمثلاً غيبية المرتب الشهري للطفل الجنين في بطن أمه بعد 30 سنة إن عاش، لا يتعارض مع معرفة طبيعة الكرموسومات الجنسية وهل هي حاملة للصفة المذكرة أو المؤنثة، وكيف يمكننا أن نعزل الجين المورث لمرض مهلك أو أن نغير ألوان الثمار من خلال الهندسة الوراثية». وأكد أن المجتمع بحاجة إلى أن يعي العلوم الطبيعية جيداً من خلال امتلاكه للشجاعة وتفهم ما يدور خلف كواليس المختبرات، إضافة إلى مطالبة حملة العلم الشرعي بعدم الحديث عن الاكتشافات العلمية وماهية التقنيات الحديثة قبل الوقوف على أرضية صلبة من التعرف عليها عن قرب ومن ثم الحكم بغيبية الأمر وجهله من عدمه.