حذر مختصون ومستثمرون عقاريون من ارتفاع أسعار الأراضي في شمال حائل، ويرون أنه وصل إلى مستويات غير مقبولة، حيث حققت أسعار الأراضي السكنية في مخططات منطقتي شمال غرب، وشمال شرق حائل زيادة كبيرة خلال الفترة الماضية، تراوحت بين 80 و100 في المائة عن السعر السابق. وتشهد سوق العقار في شمال حائل حركة انتعاش لم يسبق أن شهدتها تلك المنطقة بعد أن بدأت جامعة حائل بالانتقال لمقرها الجديد، بالإضافة إلى عزم عدد من الوزارات والإدارات الحكومية في تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية، إضافة إلى توجه عدد من الشركات وكبار رجال المال والأعمال لإقامة مشاريع تجارية كبرى وأخرى سياحية. قفزت أسعار الأراضي والعقارات لتسجل ارتفاعا ملحوظا في القيمة والأرقام، الأمر الذي دفع بغالبية العقاريين والمستثمرين للتوجه جهة الشمال والاستفادة مما تشهده المنطقة من حركة تسويقية لقطع الأراضي والمخططات السكنية، خاصة أن حي الجامعة الملاصق لمدينة حائل الاقتصادية يشهد نموا في الأسعار، ورغبة الكثيرين في الشراء بعد أن كشفت جامعة حائل عن توجهات اقتصادية خلال السنوات الخمس المقبلة، تتمثل في تدشين فندق خمسة نجوم بتكلفة 100مليون ريال على أحدث المواصفات والمقاييس العالمية، وسوق تجارية تخدم الحي الجامعي ويضخ في حسابات الجامعة مبالغ مالية جيدة تعينها على التشغيل الذاتي، حيث تتجه رغبه المستثمرين لشراء الأراضي في المواقع المتميزة وبناء الوحدات السكنية والتجارية والصناعية في ظل الرغبة الجامحة للسكن والعيش في الأحياء المجاورة للجامعة والاستفادة من البنية التحتية التي تسير بصورة عالية في المخططات الشمالية. ولفت مستثمر عقاري إلى أن طلبات الشراء طيلة الفترة القليلة الماضية فاقت العرض لدى بعض المكاتب العقارية، وأدت لموجة الارتفاعات على الأسعار التي سجلت، خاصة أن الكثير من أبناء المنطقة يرغبون بشكل كبير خاصة الشباب منهم في شراء الأراضي وتخزينها حتى الانتهاء من المشاريع التعليمية والسياحية والطبية والخدمية التي تنفذها مدينة حائل الاقتصادية، وجامعة حائل التي لعبت دورا رئيسيا في تغير مسار ورغبات السكن في أحياء الجنوب، مضيفا أن هناك مستثمرين من خارج المنطقة نجحوا في شراء كميات كبيرة من الأراضي رغبة منهم في الاستثمار. في المقابل، سجلت أسعار الأراضي السكنية والتجارية في منطقة حائل ارتفاعا كبيرا خصوصا في الأحياء الجنوبية والشمالية، حيث وصل سعر المتر في مخططات الأحياء الجديدة ومنها أحياء النقرة في المخططات الخاصة إلى ما يتراوح بين 600 ريال و1500 ريال. وفي مخططات تابعة لمكاتب عقارية وصل سعر المتر إلى 870 ريالا، فيما زادت أسعار الأراضي الواقعة في الأحياء الجنوبية وتتراوح مساحتها بين 500 و250 متر. وأرجع عدد من المستثمرين في قطاع الأراضي والمخططات السكنية ارتفاع الأسعار لوجود تكتلات واتفاقات بين كبار التجار وأصحاب المكاتب العقارية لرفع الأسعار إلى مستويات ترضي طموحهم، خاصة في مخططات النقرة التي قفزت الأسعار فيها بشكل خيالي رغم افتقارها للكثير من الخدمات التعليمية والتقنية. وأوضح مختص في العقار أن الحل لعودة الأسعار لمكانها الصحيح يتمثل في الإسراع في إنهاء منحة أرض ولي العهد التي خصصت للمواطنين، والتي توفر 35 ألف قطعة لأصحاب الدخل المحدود، وهذه المنحة كافية في إنهاء جشع تجار العقار وتضخم العقار في شمال حائل. أما في جنوب حائل فهناك منحة خادم الحرمين الشريفين للأهالي التي تخضع لتطوير الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل، ففي حالة فتح المخططات داخل أرض منحة خادم الحرمين الشريفين ستعود الأسعار إلى وضعها الطبيعي، وستكون كل الأراضي في متناول الجميع بعيدا عن المضاربات الحامية التي تدار البعض منها من خارج المنطقة.