أتهم متعاملون في السوق العقاري بجدة المضاربون والارتفاعات المبالغ فيها بإنها سبب الركود الذي يشهده السوق العقاري في شمال جدة حالياً. وعزا متعاملون قابلتهم “المدينة” أمس الأول في مخططات ابحر الشمالية، هذا الركود الى عمليات المضاربة التي شهدتها السوق خلال العامين الماضيين وتسببت في رفع الاسعار الى مستويات مبالغ فيها (على حد تعبيرهم). وقال مسفر القثامي (مدير مجموعة كندة العقارية) أن السوق يشهد ركود ملحوظ منذ أكثر من أسبوعين تقريبا وذلك بسبب بعض المضاربين في السوق العقاري الذين رفعوا الأسعار في بعض المخططات في منطقة ابحر الشمالية مثل مخططات خليج سلمان وجوهرة العروس والتي وصلت الى مستويات مبالغ فيها. واضاف القثامي : أن ظهور شائعات عن بداية إنشاء جسر شرم أبحر والذي من المفترض ان يوصل ابحر الشمالية بالجنوبية، وقد سمعنا هذه الشائعات منذ مدة طويلة ولكننا لم نرى أي تحركات بخصوص هذا الجسر وهو الامر الذي رفع معدلات الطلب على الأراضي وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار الى مستويات عالية. ووافقه في الرأي ايضا أبو عناد (وهو صاحب مكتب أمتار للاستثمارات العقارية) ووصف بان ارتفاع الأسعار هو أهم أسباب الركود الذي تشهده مبيعات الاراضي والعقار في مخططات ابحر الشمالية بجدة. فيما كشف أبو عبد الله ( وهو موظف في مكتب البنيان للعقار) أن ملاك الاراضي في مخطط “ منح 505 “ يرغبون الاستفادة من انشاء مستشفى أبحر الجديد (شمال جدة ) الذي يتم انشاءه حالياً وعلى وشك الانتهاء رغبة منهم في رفع أسعار الأراضي بعد ان يتم تشغيله قريباً، أما في المخططات المجاروة له فهناك انخفاض شديد في العرض بسبب المشاريع القائمة والمتوقع اقامتها سواء من وحدات سكنية او تجارية وهو ما خفض العرض مع ارتفاع الطلب وهو ماتسبب في رفع الأسعار الى مستويات عالية. وذات الاطار أوضح خالد جمجوم (رئيس اللجنة العقارية بغرفة جدة سابقا) أن التحركات التي شهدتها منطقة ابحر الشمالية خلال السنتين الماضيتين من خلال بناء مساكن ووحدات سكنية جديدة في تلك المنطقة أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار العقارات وذلك بسبب ارتفاع الطلب على الاراضي وتوجه بعض التجار لشراء أراضي مجاورة للمشاريع التجارية والسكنية والعقارية بهدف المضاربة بهذه الأراضي، وهذا (على حد قول جمجوم) هو أهم الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الأسعار وبالتالي الوصول الى مستويات من الركود حالياً. لكن الجمجوم عاد وأكد ان نظام الرهن العقاري وتوقعات تطبيقه في المملكة خلال الفترة القادمة دفع الى توجه كثير من المواطنين لامتلاك أراضي وبناء المساكن عليها لاستثمار هذه الفرص خلال الفترة القادمة. واعتبر جمجوم انه من الصعب التكهن بتوقعات لمستويات الأسعار في الفترة القادمة وما إذا كانت ستنخفض او ترتفع، لكنه استطرد وتوقع انه لن يحدث ارتفاع جديد في الاسعار. ويشير مراقبون الى ان ارتفاع الأسعار في مخططات شمال جدة ومنطقة أبحر تحديدا أدى إلى ركود في المبيعات وقلة في الصفقات المبرمة خلال الاسابيع الثلاثة الماضية مما أدى إلى تذمر كثير من المستثمرين و أصحاب العقارات حيث وصلت أسعار المتر الواحد في مخطط البندر إلى 1700 ريال تقريبا وتتراوح الأسعار في كلا من مخطط القصيم وبقشان وبايزيد مابين 900 الى 1100 ريال للمتر المربع اما مخطط ( منح 505 ) فيصل السعر فيه الى 1200 ريال تقريبا للمتر المربع، اما اسعار الاراضي في شارع الامير عبدالمجيد فتتراوح مابين 2000 الى 3000 للمتر المربع.