لم يمنع تخلي جمعية حقوق الإنسان عن قضية اعتداء مقيم من جنسية عربية على زوجته وأبنائه، في حي الملك فيصل شرقي الرياض، بحجة «أنها من مسؤوليات دار الحماية»، من تدخل إمام جامع الحي سعود القحطاني، ورفع القضية إلى إمارة الرياض. وأوضح إمام الجامع، أن الحي استيقظ على صراخ خمسة أطفال وأمهم، في إحدى شقق الحي التي يسكنها المقيم ويعمل مترجما لإحدى القنوات الفضائية، وذلك إثر ممارسته التعذيب والعنف الأسري على زوجته وأبنائه الذين تتراوح أعمارهم بين (3 13 عاما)، حتى سالت دماؤهم. وقال القحطاني إن سكان الحي حاولوا مرارا إنقاذ الأسرة من تعذيب الرجل إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، ما استدعى إلى تشكيل لجنة من أهل الحي، لإصلاح ذات البين داخل الأسرة، قبل أن يصل الأمر إلى الشرطة. وأفاد إمام الجامع أن اللجنة اجتمعت وقررت مخاطبة جمعية حقوق الإنسان أو الشرطة، مع الحفاظ على خصوصية الأسرة المعذبة، مشيرا إلى أن اللجنة تلقت في اليوم نفسه اتصالا من المدرسة النسائية المجاورة للمسجد أفادت فيه إحدى المعلمات، أن زوجة المقيم في المدرسة وتطلب اللجوء إلى حقوق الإنسان بعد أن طردها زوجها من المنزل وضربها بقسوة، أحدث آثارا وجروحا في رأسها وعددا من مناطق جسدها كما أبلغتنا بذلك المعلمة التي استقبلت شكواها. ويتابع إمام المسجد، أن المرأة التجأت إلى الدوريات الأمنية، إلا أنها رفضت التعامل مع الموقف أو أعضاء لجنة الحي في استخراج الأولاد من دائرة الخطر، رغم صراخهم وبكائهم، ما دعاني أن أتوجه إلى الشرطة لتسجيل البلاغ رسميا، إلا أنهم طلبوا أيضا حضور المرأة «كونها المتضرر المباشر». ويستطرد القحطاني، أن اللجنة أحضرت المرأة إلى القسم وطلب منها الضابط المناوب أن تذهب إلى القاضي، قبل تسجيل بلاغها وأخذ أقوالها. ويزيد إمام المسجد أن المرأة عادت إلى منزل جارتها وهي تستنجد، وقررت لجنة الحي مخاطبة الأب وإنقاذ الأولاد بصورة ودية، إلا أن الأب رفض تماما فتح الباب وتهجم علينا بالسب ورفع الصوت وبقوله «لا دخل لكم دعوا الشرطة تأتي». إزاء ذلك، اتجه جميع أعضاء اللجنة إلى الشرطة ثانية، وقابلوا الضابط نفسه، وشرحوا له الأمر، ما دعا لإرسال أحد أفراد اللجنة برفقة دورية من البحث الجنائي، وحضروا إلى المنزل وأخذوا الأب وأطفاله الخمسة، فيما تابعت اللجنة الأمر في القسم. وفي صباح اليوم الثاني اتجه جميع أفراد الأسرة برفقة أحد أعضاء اللجنة إلى القسم، وجرى التحقيق معهم وأبدى مدير قسم الروضة تجاوبه وتأثره لهول ما رأى من الآثار والجروح، وبعد استجواب استمر ست ساعات أحيلت المرأة وأبناؤها إلى مستشفى الإيمان، وثبت بعد فحصهم وجود كسر في يد الابن الأكبر، بالإضافة إلى الكثير من الجروح في أجساد أشقائه وأمهم. في هذه الأثناء، جمع أعضاء اللجنة مبلغا من المال للوالدة وأبنائها، وأحضروا ما يلزمهم من كساء ودواء، وأعادوا تهيئة منزلهم بصورة أفضل، إذ جرى إزالة آثار الدماء عن الجدران، وإخفاء العصي التي كان يستخدمها الأب في تعذيب أفراد أسرته. وقال القحطاني إن المقيم العربي يسكن في الحي منذ زمن، ولم يبدو منه ما يظهر عليه الآن سوى منذ وقت قصير، مشيرا إلى أنه رجل متدين ويقضي كل وقته في الجامع، وعلمنا من زوجته أنها تعاني من قسوته وقهره لها ولأبنائها الخمسة منذ أكثر من خمسة أعوام، ولا تدري لماذا. من جانبه، أكد ل «عكاظ» المتحدث الرسمي لجمعية حقوق الإنسان الدكتور صالح الخثلان أن دار الحماية الاجتماعية هي المسؤول بشكل مباشر عن القضية، فيما أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور عبد الله اليوسف أن الوزارة تتعامل مع مثل هذه القضايا، بمجرد تلقي البلاغ، بغض النظر عن جنسيته.