تمكن أطباء في مستشفى إماراتي بمدينة العين من إخراج رصاصة من رئة رجل أفغاني بقيت لمدة 15 عاماً، بعدما عجز كثير من الأطباء عن استخراجها. وكان المواطن الأفغاني بين مجموعة من أصدقائه في قرية أفغانية عام ،1995 وفجأة شعر بجرح في الجانب الخلفي لكتفه الأيمن، لكنه لم يعِر الأمر اهتماماً، وعقب أسابيع عدة، وفق روايته لجريدة الإمارات اليوم بدأ يشعر بآلام في الصدر، قادته لزيارة أطباء في بلده، ليكتشفوا بعد إجراء صور إشعاعية، وجود طلق ناري مستقر في منطقة غائرة في الرئة. ويضيف: أصابني هذا الأمر بفزع شديد، ولا أدري من أين جاءت هذه الرصاصة، خصوصاً أني بعيد عن المناطق التي تشهد عنفاً أو توتراً عسكرياً. ويكمل: رفض أطباء أفغان إجراء جراحة لإخراج الطلق الناري، لوجوده بالقرب من القلب، ولأن انتزاعه يستدعي شق الرئة، ما قد يهدّد حياتي، مشيراً إلى أن المعالجين اكتفوا بصرف أدوية له، وبقي أكثر من 15 عاماً حاملاً الرصاصة في رئته. لكن، في الأشهر الأخيرة، بدأت الرصاصة تتحرك من موقعها في الرئة، ما أثر سلباً على جهازه التنفسي، وعرّضه لسعال شديد مصحوب بدم، وأمام حالته التي كانت تزداد سوءاً، عرض نفسه على الطبيب العراقي في مستشفى النور في مدينة العين، الدكتور أنمار صادق، الذي قرر إجراء جراحة تنهي معاناة خان. وبحكم خبرة الطبيب السابقة بالعراق في استخراج الشظايا والطلقات من أجساد المصابين، قرر الدكتور إجراء الجراحة، على الرغم من خطورتها، مشيراً إلى أن الرصاصة كانت في الفص العلوي من الرئة اليمنى، واستخراجها يشكل خطراً على الأوعية الدموية الكبيرة. ولفت الطبيب إلى أن المصاب خضع لفحوص استمرت نحو 15 يوماً، ثم أجرى له الجراحة التي استغرقت نحو ثلاث ساعات. واعتبر أن الجراحة فوق الكبرى، وشديدة الدقة، إذ إن أي خطأ فيها قد يؤثر في منطقة القلب والأوعية الدموية الكبرى. وأكد الطبيب الذي يحتفظ بالرصاصة، باعتبارها تذكاراً، وخرج المواطن الأفغاني من المستشفى بعد أربعة أيام فقط من دون أية مضاعفات صحية، وعاد إلى عمله في مجال البناء، ويواصل حياته بصورة طبيعية.