قضى صالح سليمان باداود نحو 19 عاما وهو يحمل في إحدى قدميه عيارا ناريا من دون علمه، أدى إلى حدوث آلام في قدمه لم يكن يعرف مصدرها قبل أن تتضاعف، فيكتشف أنه كان ضحية لخطأ وقع فيه أطباء مستشفى حكومي في جدة عام 1991. وتعود التفاصيل إلى تلك السنة، عندما أصيب باداود بعيارين ناريين في قدمه أثناء مشاجرة كروية في ملعب بجدة. ونقل للمستشفى حينها، لكن الأطباء قدموا له الإسعافات الأولية ثم أخبروه أن الطلقتين اخترقتا قدمه وخرجتا منها، وبالتالي فهو لا يحتاج إلى عملية لاستخراج الطلقتين، وعالجوه ثلاثة أيام ثم صُرف من المستشفى. ويضيف صالح وهو في الثلاثينيات من عمره الآن: “طيلة هذه المدة كنت أشعر بآلام مختلفة تأتي على فترات في رجلي اليمنى، وبعدها بدأت تظهر على رجلي علامات انتفاخ في مواقع متعددة، ودوال، وبعد مراجعات مختلفة للمستشفى لم أجد جوابا كافيا، وقبل نحو ثمانية شهور فقط اكتشفت بالأشعة التي أجريتها في مستشفى خاص بجدة أن إحدى الرصاصتين لا تزال مستقرة في رجلي اليمنى وفي أسفل قدمي، وكنت أستطيع تحسسها بيدي بعد أن حددت الأشعة مكانها، وعندها عدت للمستشفى الذي عالجني يوم الحادثة لوجود ملفي الطبي عندهم”. ويواصل: “بعد رحلة طويلة من المراجعات بين الأطباء تم استقبالي في قسم الطوارئ، ومن ثم وجهوني إلى مختص في جراحة الأوعية الدموية، الذي حولني بدوره إلى اختصاصي في العظام، ومن ثم إلى قسم الجراحة العامة، ولم أجد حلا لمعاناتي حتى الآن”، ويضيف: “كانوا هم المتسببين ببقاء هذه الرصاصة في قدمي لنحو عقدين من الزمان، ورغم ذلك لم أجد منهم أي تصرف تجاه إخراج الرصاصة التي لا تزال في قدمي ولا أعرف مدى تأثيراتها الجانبية على صحتي وصحة أطرافي في المستقبل”. ووجه با داود مناشدته لوزير الصحة من أجل إلزام المستشفى بعلاجه ومعاقبة المتسببين، ولفت نظر الأطباء لتعاملهم وأسلوبهم في مراجعاته، حيث يقذفه كل منهم على قسم آخر للتخلص منه. وأكد أنه ينسق حاليا لإجراء عملية لإخراج العيار الناري بصورة عاجلة لأنه لم يعد يحتمل الآلام الحالية، مبديا تخوفه من آلام مستقبلية بعد ما وجده من معاناة بسبب أخطاء ماضية وسوء تقدير وتجاهل للحالة في الوقت الحالي.