تستقبل سوق التمور الدولي في بريدة يومياً أكثر من ألف سيارة محملة بأكثر من 300 ألف، وسط تداول للمبيعات يتجاوز ال16 مليون ريال يوميا في مبيعات تجاوزت 360 ألف كيلو جرام من التمور، رغم أن السوق لم يصل إلى ذروته الموسمية. وتوقع اقتصاديون متخصصون، الإثنين 30 أغسطس 2010، أن سوق بريدة للتمور هذا العام سيسجل أرقاما جديدة ومذهلة على مسار المعروضات والمبيعات، وأرجعوا ذلك إلى حجم الساحة في المدينةالجديدة التي ساهمت في تشجيع منتجي التمور ببريدة إلى قصد السوق مباشرة بدلاً من بيع المحصول كاملاً في المزارع. كما سجل السوق حضورا بارزا للشباب السعودي في صفقات تجارية كبيرة، واستطاعوا خلال فترة وجيزة إدارة حركة البيع والشراء، فيما ارتفعت نسب الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة لتتجاوز حاجز 70 في المائة. وأكد رئيس اللجنة التنفيذية لمهرجان التمور بمدينة بريدة الدكتور خالد النقيدان أن المدينةالجديدة أحدثت نقلة نوعية "جلبت أنظار العالم نحو هذا السوق الفريد من نوعه، وتسابقت الوكالات والصحف الأجنبية إلى تسليط الضوء على هذه التظاهرة الاقتصادية"، وبيّن أن تميز هذا المحفل الاقتصادي يشترك فيه الجميع من رعاة ومنتجين ودلالين وزوار وداعمين ووسائل إعلام في سبيل إيصال رسالة هذا السوق لمختلف مناطق المملكة والوطن العربي، وتعزيز مخرجاته الاقتصادية. وأشار متابعون إلى أن السوق شهد هذا العام نقلة نوعية في التنظيم والعرض والطلب وثقافة البيع لدى المزارع وخلو التمور من الأمراض والأوبئة ومكافحة الغش، كما شهدت روحا شبابية إثر مساهمات شباب سعودي في الدخول إليها والولوج في صفقات كبيرة، ما أضفى على المهرجان روحا شبابية متجددة، إلى جانب التنظيم والإعداد المناسب من قِبل الأمانة والجهات ذات العلاقة، والتنوع في العروض والأسعار المناسبة وكثافة المعروض. وأثمر ذلك عن زيادة الإقبال من أنحاء المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في حين تتواصل المزادات العلنية بعد صلاة التراويح يوميا في الساحة الرئيسية، التي تستقبل السيارات أثناء ساعات النهار بعد انتهاء الفترة الصباحية، والتي تشهد تفويج الدفعة الأولى من حمولات السيارات. وتحظى مزادات الفترة المسائية بعد صلاة التراويح بحضور الزوار والمهتمين الذين طلبوا أن تكون الفترة الثالثة في هذا التوقيت بعد استمرار المزاد خلال الفجر، وهو الرئيسي، وكذلك بعد العصر. وأكد خبراء ومتابعون للسوق أن العرض يبلغ ذروته من حيث الكم والنوع، إذ حشد المزارعون والتجار طاقاتهم وتحضيراتهم للأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، مع تزايد عدد الزوار القادمين من داخل المملكة وخارجها في إطار التجارة والاستهلاك الشخصي، إضافة إلى زوار السوق من عموم محافظات القصيم ومراكزها. وأكد المزارعون أن موجة الحر الأخيرة أسهمت في نضج المتبقي من أنواع التمور الأخرى غير السكري، التي بدأت تحضر بقوة خلال العشر الأواخر من رمضان. كما أكدوا أن الطلب سيتركز على السكري ثم الأنواع الأخرى، وتحديدا على الرطب الذي يتحمل النقل والتنقل من مكان إلى آخر، إذ إن نسبة كبيرة من تمور بريدة تصدر إلى كل أرجاء العالم، الأمر الذي يجعل الإقبال يتزايد على الرطب من التمور. وشهدت الفنادق والشقق المفروشة في المنطقة نسب إشغال عالية منذ انطلاقة السوق، وارتفعت نسبة الإشغال بعد انطلاق المهرجان في بعض المواقع، إذ ارتفعت نسب الإشغال لتصل إلى معدلات تجاوزت 70 في المائة، بحسب إحصاء أجرته الهيئة العامة للسياحة والآثار على بعض الفنادق والشقق المفروشة، فيما تم حجز الاستراحات القريبة من مدينة التمور منذ وقت مبكر لبعض الجهات التجارية من خارج المملكة استعدادا لموسم التمور. يذكر ان عدد الأصناف المعروضة تبلغ أكثر من 100 صنف تضخها مزارع بريدة لسوقها الضخم الذي يشهد هذه الأيام حركة غير عادية، إذ تشاهد سيارات التمور في كل أرجاء المدينة، فيما تزخر المحلات التجارية المرتبطة بتخزين ونقل التمور بالعديد من المنتجات الخاصة بالتمر في حين يتزايد الطلب على شراء التمور بأنواعها لتخزينها في شهر رمضان المبارك. وقد شهد السوق تطوراً كبيراً على مسار التنويع في العرض والأصناف وبأنماط تعد جديدة فعلاً، فهناك الرطب والفاكيوم والمفتول وتمور الضميد والمغمي والمناصيف والذبيل والناشف إلى غيرها من الأشكال، فيما أخذ التصنيع من مشتقات التمور منحىً آخر نحو تحقيق رغبة المستهلك.