اختتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود جولته العربية التي زار خلالها مصر وسورية ولبنان والأردن، ودعت القمة السعودية - الأردنية الليل قبل الماضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق، وأكدت وقوفها مع لبنان وناشدت المجتمع الدولي تحقيق تقدم ملموس على المسار الفلسطيني. فيما أجمع ديبلوماسيون عرب في جدةوالرياض على أن الجولة، خصوصاً اصطحاب خادم الحرمين الرئيس السوري بشار الأسد إلى بيروت، إذ عقدت قمة ثلاثية في قصر بعبدا بحضور الرئيس اللبناني ميشال سليمان، اسفرت عن خفض التوتر في لبنان، والحض على التزام النهجين الدستوري والشرعي لحل الخلافات بين الأفرقاء اللبنانيين. وانهى امس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز زيارة رسمية للأردن استمرت يومين، اجرى خلالها محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني تناولت آليات تفعيل علاقات التعاون بين البلدين، والأوضاع في المنطقة وجهود إحلال السلام والاستقرار فيها. وكان العاهل الاردني في مقدم مودعي خادم الحرمين الشريفين في مطار ماركا العسكري. وعبّر خادم الحرمين والعاهل الاردني، في اجتماع موسع عقداه في قصر بسمان الزاهر مساء الجمعة، عن «اعتزازهما بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين، وحرصهما المشترك على تطوير وتمتين وزيادة التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين». ونقل بيان للديوان الملكي الاردني عن العاهل الاردني «تقديره لخادم الحرمين الشريفين على مواقفه الداعمة والمساندة للأردن والمساعدات التي تقدمها المملكة العربية السعودية للأردن والتي تسهم في تنفيذ الكثير من البرامج التنموية والحيوية في الأردن». وأكد الزعيمان «ضرورة استمرار التنسيق والتشاور لتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة مختلف التحديات، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة». وبحث الزعيمان في «الجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفي سياق إقليمي شامل يضمن استعادة جميع الحقوق العربية، خصوصاً حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني». وشددا على ضرورة «تكثيف جهود المجتمع الدولي لتحقيق تقدم ملموس في عملية السلام»، وأكدا الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق وتقديم كل الدعم والإسناد له في سعيه لتلبية حقوقه الوطنية خصوصاً حقه في الحرية والدولة المستقلة». وفي الشأن اللبناني، شدد الجانبان على «وقوفهما إلى جانب لبنان الشقيق في جهوده لتعزيز أمنه واستقراره، ودعم وحدة صفه الداخلي ووفاقه الوطني». وأكدا «مركزية أمن واستقرار العراق الذي يشكل ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة»، مؤكدين «ضرورة التوصل إلى حكومة وحدة وطنية عراقية تشارك فيها جميع مكونات الشعب العراقي». ووضع خادم الحرمين الشريفين العاهل الأردني في صورة نتائج جولته العربية التي شملت كلاً من مصر وسورية ولبنان واللقاءات التي جمعته مع قادة هذه الدول». ويعتقد بأن خادم الحرمين الشريفين كرس جانباً كبيراً من محادثاته في شرح الشيخ ودمشق وعمان للتشاور حول الدفع بعملية إحلال السلام في المنطقة. وذكر الديبلوماسيون ل «الحياة» أنهم يتوقعون حراكاً على صعيدي الوضع اللبناني وعملية السلام في الفترة المقبلة بناء على التفاهمات التي أرستها جولة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وصل إلى جدة أمس. واعتبر ديبلوماسي غربي تحدثت إليه «الحياة» في الرياض أمس أن جولة خادم الحرمين، خصوصاً قمة بعبدا الثلاثية، جاءت «تحصيناً» للبنان واللبنانيين من العنف الذي بدأ قبل قيام الملك عبدالله بزيارته «التاريخية» لبيروت متفاقماً وينذر بعنف دموي، بسبب الخلاف حول القرار الظني المرتقب للمحكمة الدولية لقتلة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005. وأضاف ان زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للبنان لم تدم سوى ساعات، لكنها كانت كافية لوضع «خطوط حُمُر» يُرجى ألا يحاول أي فريق من اللبنانيين تخطيها، لضمان سلامة البلاد وأمنها. وتوقع مراقبون عرب ان تشهد الرياض ودمشق خلال الأسابيع المقبلة نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً لمتابعة وضمان تنفيذ مقررات قمة قصر بعبدا. وقالوا إن خادم الحرمين نجح في إزالة الانطباع غير العادل بأن الرياض تفضل فريقاً على آخر من اللبنانيين. وأضافوا ان أيلول (سبتمبر) المقبل، وهو موعد إعلان القرار الظني، سيشهد بدوره تنقلات وتحركات متسارعة بين الرياض ودمشق وبيروت للعمل على امتصاص أي صدمات يحتمل أن يحدثها القرار في العلاقات الهشة بين أطراف العملية السياسية اللبنانية.