خطط السفير الكويتي النشط جدا في عمان الشيخ فيصل الحمود المالك لتغيير الصورة الشعبية الأخيرة التي استوطنت ذاكرة الشارع السياسي والإعلامي الأردني بخصوصه والتي ظهر فيها أمام الجميع مهتما بإدارة معركة دبلوماسية حامية الوطيس عنوانها منع إطلاق إسم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على أحد الشوارع في قرية تابعة لمدينة الكرك جنوب البلاد. ورغم ان سفارة الكويت في عمان تجنبت في الأعوام القليلة الماضية إقامة احتفالات ومآدب ضخمة في الأردن بمناسبة أعياد فبراير إلا ان أجندة السفير الحمود على هامش المناسبة حفلت بالنشاطات خلال اليومين الماضيين على أمل تحقيق اختراق مؤثر في وجدان الشارع الأردني الذي بقي متعلقا عاطفيا وسياسيا بالرئيس الراحل صدام. وحسب مقربين من سفارة الكويت في اوساط الإعلاميين الأردنيين فالنية اتجهت قصدا لتغيير صورة الكويت إعلاميا من دولة تهتم مؤسساتها وسفاراتها باستخدام ثقلها لإجبار أعضاء مجلس قروي أردني على تغيير قرار اتخذوه سابقا بإطلاق اسم صدام على شارع إلى دولة تستطيع تنمية صورة مختلفة والإقتراب لمسافة أقصر من فعاليات الشارع الأردني. لذلك أقام السفير الحمود امس الأول احتفالا ضخما بهذه المناسبة باحد فنادق عمان الراقية المحيطة بواحد من أفقر أحياء العاصمة عمان. في الإحتفال ثمة {وجه جديد} يراه الأردنيون لأول مرة وهو وجه الشيخ والقارئ الشهير محمد العفاسي الذي استعان به السفير الكويتي لاستقطاب الإعلام والصحافة وأحيانا الجمهور. وخلافا للمألوف في احتفالات السفارات كان الشيخ العفاسي نجم الحفل فقد قرأ آيات من الذكر الحكيم وانشد بعض الأناشيد الدينية فيما يستعد لقراءات خاصة لاحقا وسط الناس وفي أعرق وأقدم مساجد العاصمة وهو المسجد الحسيني وسط عمان في خطوة سياسية ودبلوماسية ابتكرها السفير المحنك لكي يتقرب أكثر من الأردنيين البسطاء كما يقول سفراء عرب آخرون يراقبون المشهد ويتحدثون عن سباق صعب وتنافسي بين نشاطات سفارة الكويت ونشاطات البعثيين الأردنيين الذين يسعون لتخليد ذكرى صدام في اوساط الجمهور الأردني. العفاسي قرأ وسط ضيوف سفارة الكويت في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن تحويل صحافي أردني هو وليد حسني لمحكمة أمن الدولة على خلفية نشره كتابا باسم {وصايا الذبيح} يتضمن رسائل الرئيس الراحل صدام حسين وهي تهمة حركتها إدارة المطبوعات بدعوى تضمن الكتاب لعبارات مسيئة لدول شقيقة وردت على لسان صدام. وفيما يستعد العفاسي لإطلالة جماهيرية هذه المرة عبر ملاقاة وجاهية لبسطاء المصلين وتجار وسط عمان في مسجدهم المفضل فرض إيقاع وجوده في حفل السفارة الكويتية الضخم نفسه في التفاصيل فخلافا للعادة وبعد الإستقبال المختلط وقف السفير ليخبر الجميع بان {الإختلاط غير مسموح} خلال تناول الطعام الوفير مشيرا الى انه قرر تكريما للمرأة وإحتراما لها تخصيص مكان خاص ومغلق للنساء لتناول الطعام على حساب الخزينة الكويتية بين مئات المدعوين. ويقول مراقبون على صلة بترتيبات الجهاز الدبلوماسي الكويتي ان العفاسي نجم الاستعراض المحبوب سيلتقي الناس ظهر الجمعة في المسجد الحسيني العريق وفي أقرب مسافة جغرافية ممكنة من محلات بيع أشرطة الكاسيت والأقراص الإلكترونية التي تصدح وسط عمان العاصمة بأشهر الأغاني العراقية المنتجة في عهد الرئيس صدام. هذه الأغاني حسب صلاح العلي أحد التجار يسمعها المارة يوميا في شوارع قاع المدينة وبصوت صاخب وهي تتغنى بصدام مع لقطات فيديو تمجد ذكرياته في نمط تسويقي يتبعه التجار المعنيون وهم يرفعون أصوات مكبرات الصوت على أنغام أغنية {باب المعالي بابه} التي تعتبر من أهم تراثيات الغناء للرئيس الراحل. .. قبل الاحتفال الكويتي بيومين فقط فوجئ كبار الضيوف على هامش مأدبة عشاء أقامها السفير الحمود لرئيس الوزراء سمير الرفاعي ونخبة من كبار المسؤولين الأردنيين بمطرب خاص في دارة السفير الضخمة يغني على الطريقة البدوية في مناسبة خاصة أقيمت فيما يبدو تكريما للرفاعي بعد تمكن سفارة الكويت من شطب اسم شارع صدام حسين في القرية الكركية. وسبق للسفير الحمود ان أثار موجة غضب عندما اتهمته أقلام أردنية مؤيدة لصدام بالتدخل بالشؤون الداخلية إثر إعلانه بتصريح صحافي بان بلدية المزار الكركية غيرت قرارها وتراجعت عنه بخصوص تسمية الشارع باسم الرئيس الراحل بعد اتصال هاتفي أجراه هو أي السفير مع رئيس الوزراء الأردني.