كاد قرار لمجلس بلدية مؤته والمزار الجنوبي في محافظة الكرك (160 كيلومتراً جنوب عمان) بإطلاق اسم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على احد احياء البلدة، يشعل أزمة سياسية بين الأردن وكل من حكومتي الكويت والعراق قبل ان يتراجع المجلس البلدي عن قراره. وكان المجلس البلدي قرر في 26 الشهر الماضي إطلاق اسم صدام في الذكرى الثالثة لإعدامه على الحي الغربي (500 دونم تحت التنظيم) من البلدة التي شهدت معركة مؤته في العصر الاسلامي الاول وفيها 12 مزاراً لشهداء المعركة اهمهم (جعفر بن ابي طالب وزيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة). وقال المجلس ان قراره جاء نتيجة تلقيه «عشرات العرائض». وكانت فعاليات حزبية نقابية وشعبية في محافظة الكرك احيت ذكرى اعدام صدام بحفل حضره زهاء الف شخص وتحدث فيه عدد من الخطباء بينهم امين سر شعبة «حزب البعث العربي الاشتراكي»، واستمع الحضور الى متحدث باسم «المقاومة العراقية» يدعى صلاح المختار جاء صوته للحضور عبر الهاتف الخلوي من العراق. وقال رئيس بلدية مؤته والمزار الجنوبي المهندس محمد الصرايرة لمكتب «الحياة» في عمان «لم يتم الرجوع عن القرار وانما تم اغتيال القرار كما اغتيل الشهيد القائد صدام حسين على أيدي من لم يمثِّلوا ولن يمثِّلوا في يوم من الايام إرادات ورغبات شعوبهم ... لقد مورست ضغوط على المجلس البلدي من جميع الجهات». ويؤكد رئيس البلدية ان «المجلس البلدي منتخب وقراراته شعبية وليس للحكومة اي علاقة بها. وانا استهجن الضغوط التي مورست من قبل الحكومتين العراقية والكويتية على الحكومة الاردنية بالرغم من ان هذا الموضوع شأن داخلي وقرار شعبي ولا يجوز التدخل بالشؤون الداخلية للدول». وقال عضو المجلس البلدي بكر القطاونة «التسمية الجديدة شكلت خلافاً بين ابناء البلدة وقد عمل المجلس البلدي على تلافي الخلاف وقرر إلغاء التسمية». ونفى مصدر رسمي ل «الحياة» ان «تكون هناك ضغوط» وقال ان «المجلس البلدي الذي اتخذ القرار تراجع عنه بناء لطلب أعداد كبيرة من سكان المدينة». وأشار المصدر الى اتصالات للحكومة الاردنية مع حكومتي الكويت والعرق وقال «الاشقاء في الكويت والعراق تفهموا بأنه ليس قراراً حكومياً وان المجلس البلدي هو من قرر التسمية وعاد عنها». ونسبت «وكالة الانباء الكويتية» (كونا) الى السفير الكويتي في عمان الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح قوله نقلا عن رئيس الحكومة الاردنية سمير الرفاعي «فكرة إطلاق اسم صدام حسين على الحي اتت في غفلة ولا تقرها المملكة الاردنية الهاشمية».