أنكرت باحثة تربوية على بعض المؤسسات، ضعف أدوارها في مجال مكافحة المخدرات من ناحية الأبحاث والدراسات التربوية، وكذلك الحد من انتشارها والتوعية بها، وقالت "أ.نوال الشمري" مساعدة مديرة مكتب التربية والتعليم في النهضة: رغم صدور الأرقام الرسمية التي تؤكد وجود ظاهرة إدمان المخدرات، فلا زالت هناك مؤسسات تربوية تنفي وجود هذه المشكلة أصلاً في مقارها التربوية، مطالبةً في كلمة لها خلال الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات، التي عقدت مؤخراً، بتفعيل دور هذه المؤسسات وأن تتجاوز مرحلة التلقين، وتأخذ دورها التربوي الذي أصبح ملحاً، تبعاً لدور التغيير المتسارع في هذا العصر. ومن خلال دراسة طبقتها على عينة شملت 591 من طلاب وطالبات مرحلتي المتوسطة والثانوية، أكدت "أ. نوال الشمري" أن الفئة العمرية التي تقبل على تعاطي المخدرات تقع بين 15 – 30 سنة، وبينما اتفقت فئة الطالبات على أن التدخين يمكن أن يكون بداية الإدمان، وأجمعت فئتا الدراسة (طلاب وطالبات) أن أعلى نسبة من الفئات التي تتخذ إدمان المخدرات، كانت من المواطنين، يليها العمالة الوافدة ثم المقيمون، كما أن فترة الاختبارات المدرسية تعد موسماً ذهبياً لتجار المخدرات ومروجيها. واقترحت "أ.نوال الشمري" في طرحها، عددا من الوسائل لنشر الوعي بآفة المخدرات، كونها تعمل في القطاع التربوي، مثل تضمين المناهج المدرسية بمفاهيم هذه الآفة، وتأهيل المعلمين لزيادة معرفتهم بالمخدرات، إلى جانب تفعيل دور الإرشاد التربوي الطلابي وخصوصاً في مدارس الإناث، وتشكيل لجان تربوية ومراكز صحية للقيام بالدور التوعوي. من جهته حذرت "د.حنان آل عامر" من عدم إلمام القائمين على العملية التعليمية في الجامعات بمهامهم عند التعامل مع الطالبة المدمنة، مبينةً أن الجامعة ما هي إلا مؤسسة اجتماعية، تؤدي دورها في التغيير الاجتماعي، وتحقيق التفاعل بين الفرد من ناحية والبيئة الاجتماعية من ناحية أخرى، منوهةً بتوصيات اللقاء الفكري للحوار الوطني مؤخراً، والذي أوصى على أهمية العناية بالفتاة الجامعية، باعتبارها أحد العناصر المساهمة في عملية البناء والتطوير، ولأنها تشكل غالبية أفراد المجتمع، مضيفةً: طلاب الجامعات السعودية لا يزالون يفتقدون إلى بناء الشخصية وينبغي إعادة تأهيلهم، وأوصت في ورقتها التي أتت كنموذج مقترح لوقاية الطالبات الجامعيات من الإدمان، بإدراج برامج تعليمية عن الإدمان في المنهج الذي يعطى للطالبة الجامعية في السنة الأولى. يذكر أن دراسة نفذتها "د.حنان آل عامر" مؤخراً في جامعة حائل، على عينة شملت 200 طالبة و30 إدارية و45 من أعضاء هيئة التدريس، عن الغربة والبعد عن الأهل والأقارب والأصدقاء، وأنها من الأسباب المباشرة في وقوع الطالبة الجامعية في الإدمان، وتوصلت في معرض دراستها إلى أن الدعم الجامعي لوقاية الطالبة الجامعية من خطر الإدمان سواء عن طريق الأبحاث والدراسات، وكذلك ورش العمل والندوات، ما زال لا يلقى الأهمية من قبل الجامعات السعودية، مرجعةً السبب إلى حساسية الطرح من الناحية الاجتماعية، ونفي أولياء الأمور وأصحاب الصلاحيات، وجود أو انتشار هذه الظاهرة.