وصل ضباط البحث الجنائي ورجال التحقيق في مركز شرطة الكندرة أمس، إلى شفرة الفتاة العربية المجهولة التي عثر عابرون على جثتها الأسبوع الماضي على سطح بناية من طابق واحد في ضاحية البغدادية غرب جدة. في الوقت الذي كانت بعض التكهنات ترجح سقوط الفتاة من مبنى غير الذي عثر عليها أسفله، عمل رجال الأمن والتحقيق على تمشيط كافة المواقع في محيط الحدث واضعين في اعتبارهم كل الاحتمالات ومن بينهما سقوط الفتاة من ذات المبنى المطل على السطح، واستلزم الاحتمال مراجعة قوائم سكان المباني المحيطة وإحصاء المتغيبين من منازلهم والاستماع إلى أقوال الجيران الذي لم يتعرف أحد منهم على الضحية، وزادت الشكوك وجود آثار دماء على جسد القتيلة ما أدى إلى ارتفاع احتمالات تعرضها إلى اعتداء قبل إلقائها من مكان مرتفع. لفت انتباه محققي شرطة الكندرة وجود شقة سكنية مغلقة وسط المبنى وبسؤال السكان عن مالكها أو صاحبها أفاد الجيران أنها تعود لمقيم عربي توارى عن الأنظار قبل أيام بلا سابق إنذار أو إخطار. وكشفت عمليات التمشيط والبحث المتواصل أن المشتبه اختار السكن مع أحد مواطنيه بعد الحادث مباشرة لسبب غير معلوم، فنجحت الأجهزة الأمنية في التوصل إلى مخبئه واقتياده إلى التحقيق، فأنكر في بادئ الأمر أية علاقة له بالشابة الراحلة لكن إخضاع بصماته للفحص أكد وجود صلة له بما حدث فلم يجد المتهم حلا غير الاعتراف، فقال أمام المحققين: إنه كان على موعد غرامي مع صديقته في ذلك اليوم فجاءت بصحبة إحدى صديقاتها، وظل الثلاثي يتجاذبون أطراف الحديث عندما سمعوا طرقا عنيفا على الباب فأصابتهم الحيرة والذهول، وحاولت الفتاتان الاختباء من الطارق الغريب وفكرتا في الهرب من الشقة التي تقع في الطابق الرابع فقفزت الفتاة الأولى من أعلى ونجت بنفسها بينما هوت صديقته من أعلى قبل أن تسقط على السطح مضرجة في دمائها. وأفاد المتهم في أقواله: إنه خرج سريعا من الشقة ولم يجد أحدا على الباب، وسار خطوات إلى الشرفة ليجد صديقته ملقية على السطح فغادر المنزل للسكن مع رفيقه خوفا على مصيره. وأفاد المتهم في الاستجواب أنه لم يتصور أن صديقته فارقت الحياة. تتبع رجال الأمن المعلومات التي أدلى بها المتهم وتوصلوا إلى صديقة الفتاة الراحلة التي أكدت واقعة سقوطها ورحيلها بسبب ضرر بالغ في دماغها. إلى ذلك أبلغ المتحدث في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن التحقيق مع المتهمين مستمر في مركز شرطة الكندرة.