حذر أستاذ الهندسة المدنية بجامعة الملك سعود عضو مجلس جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه عضو اللجنة الاستشارية للجائزة الدكتور عبدالعزيز الطرباق من النسبة التي ذكرها أمين منطقة الرياض صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف آل مقرن في المؤتمر الصحفي الذي عقده الخميس الماضي، حينما قال" إن الكثير من الأحياء الموجودة بمدينة الرياض غير مكتملة بشبكات صرف السيول وأنها لا تتجاوز نسبة 30%". وقال الطرباق إن 188 مدينة بالمملكة تشملها استراتيجيات تصريف السيول وما ذكره أمين الرياض عن نسبة التغطية لا تتجاوز ال30% أمرٌ مخيف، ويجب أن ننظر إلى نسبة التغطية بشكلٍ أكبر لتفادي كوارث محتملة في المستقبل، وقال: "هذه النسبة متدنية وكفاءة المشاريع غير قوية وهذا أمرٌ مخيف يجب أن ننظر فيه". وأضاف: "هناك 3 مدن في المملكة فقط تغطيتها أكثر من 60% فيما بقية المدن لا تتجاوز النسبة فيها ال30%"، وكشف عن أن مركز الأمير سلطان لأبحاث المياه والبيئة والصحراء بصدد إعداد دراسة علمية هدفها التقليل من كمية السيول المتجمعة شمال العاصمة الرياض. جاء ذلك في سياق الورقة العلمية التي قدمها في جلسات اليوم الجغرافي الثاني الذي ينظمه بشكلٍ دوري قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود والذي بدأ فعالياته صباح أمس تحت عنوان (مخاطر السيول: الأسباب – الآثار – الحلول)، حيث قدم الطرباق ورقة علمية استعرض فيها المبادئ الأساسية في تصريف مياه الأمطار والسيول ودرء أخطارها مع عرض بعض التجارب الناجحة في المملكة كمشروع المدينةالمنورة ومشروع مشعر منى بعد أحداث عام 1425ه. وقال الطرباق: "حينما يرى الناس الحجم الكبير لمياه الأمطار يقولون دائماً بأننا فشلة ولكن الحقيقة هي أن لدينا تجارب جيدة وناجحة في الوقت نفسه، وعلينا أن نفرّق بين التصريف داخل المدن ودرء المخاطر قبل وصول السيل". واتفق المتحدثون في جلسات اليوم الجغرافي الثاني على أن اعتراض طريق السيل من أكبر المخاطر، وأن ذلك حدث بسبب التخطيط السيء الناتج عن التوسع العمراني السريع وغير المدروس، حيث أكد الدكتور محمد السعود وكيل وزارة المياه عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود رئيس مشروع السدود في المملكة رئيس فريق تقييمها، أنه يجب استخدام الشوارع كقنوات تصريف للسيول لا لاعتراضها، وقال بأنه يجب أن يؤخذ في اعتبار تخطيط المدن وضع المباني السكنية في أماكن آمنة بعد معرفة مجاري السيول. وحذر الدكتور علي الصبياني الأستاذ المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز عضو فريق السدود عضو فريق درء المخاطر من الأمطار والسيول من إنشاء الحواجز المائية بشكلٍ غير مدروس مع عدم الصيانة، مشيراً إلى أن الفيضان يحدث بشكلٍ غير متوقع على النطاق الزمني والمكاني، وأن الحسابات التي يقوم بها المتخصصون غالباً ما تكون غير صحيحة.