أجمع المتحدثون في فعاليات «اليوم الجغرافي الثاني» التي نظمها قسم الجغرافيا في جامعة الملك سعود أمس، على أن التخطيط السيئ والحرص على التوسع العمراني السريع من دون دراسة، واعترض طرق السيول، من أكثر العوامل التي تسهم في حدوث كوارث ومخاطر، مؤكدين أنها من بين الأسباب التي أدت إلى فيضانات في بعض أحياء الرياض بعد هطول الأمطار أخيراً. واستغرب أستاذ الهندسة المدنية في جامعة الملك سعود عضو اللجنة الاستشارية لجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه الدكتور عبدالعزيز الطرباق خلال ورقة عمل، تغطية 30 في المئة فقط من الرياض بشبكة الصرف الصحي، ووصف ذلك ب «المخيف»، مطالباً بإيجاد حلول سريعة لهذه المشكلة، لتفادي حدوث كوارث جديدة مستقبلاً. وقال: «هناك 3 مدن في المملكة فقط مغطاة بشبكة الصرف الصحي بنسبة 60 في المئة، بينما لا تتجاوز النسبة في بقية المدن 30 في المئة، الأمر الذي يوضّح خطورة الأمر ويوجب معالجته حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه»، لافتاً إلى أن هناك الكثير من المبادئ الأساسية المتعلّقة بتصريف السيول والحد من أخطارها والتي يجب الأخذ بها وتطبيقها، مستشهداً بمشروع التصريف المرتبط في مشعر منى، الذي أثبت نجاحه خلال أحداث عام 2004. وذكر أن مركز الأمير سلطان لأبحاث المياه والبيئة والصحراء بصدد إعداد دراسة للتقليل من كمية السيول المتجمعة شمال الرياض. من جهته، أكد وكيل وزارة المياه عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود الدكتور محمد السعود، ضرورة استخدام الشوارع كقنوات تصريف للسيول لا لاعتراضها، مشدداً على ضرورة الأخذ في الاعتبار عند تخطيط المدن تحديد المباني السكنية في أماكن آمنة لا تتعارض مع مجاري السيول. وحذّر الأستاذ المشارك في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي الصبياني من إنشاء الحواجز المائية بشكلٍ غير مدروس مع عدم الصيانة، مشيراً إلى أن الفيضان يحدث بشكلٍ غير متوقع على النطاق الزمني والمكاني. وأضاف أن الحسابات التي يقوم بها المتخصصون غالباً ما تكون غير صحيحة.