في حفل زفاف مزدوج أقيم في آذار (مارس) الماضي لأربعة أعضاء رفيعي المستوى من عائلة آل نهيان الحاكمة في الإمارات، فوجئ المدعوون الذكور بأن الحدث يفتقر إلى أحد المكونات المهمة: العشاء. وبسرعة وجد ''البيان الأميري'' المضاد للتقليد الخليجي لدى الكثير من الأسر الذي يقدم جبالاً من الطعام يتم إهدار كثير منها صدى في أعراس أخرى في الإمارة، ما أدى إلى هبوط أسعار مواد حفل الزفاف التقليدية، مثل الإبل والأغنام. ويقول سلطان القاسمي، المعلق الاجتماعي الإماراتي: ''الناس الذين بدأوا بالتوفير هم الناس المقتدرون''. وأضاف: ''لكن الناس الأقل اقتدارا رحبوا بالفكرة وتبنوها على الفور''. ومع بدء المسلمين في صيام شهر رمضان هذا اليوم، الرسالة المستوحاة من أفراد العائلة الحاكمة الخليجية والمساجد هي: لا للتبذير، نعم للتقشف. وهذا يلقي الضوء على كل من الحلف الاجتماعي المميز بين حكام المنطقة والشعب – والتمحيص المتزايد حول الكيفية التي تنفق فيها حتى الدول النفطية الغنية أموالها في أعقاب الأزمة المالية والربيع العربي. وتقول جين كينينمونت، زميلة الأبحاث في مؤسسة تشاتام هاوس في لندن: ''إذا كانوا أذكياء بما فيه الكفاية، هذا ما يجب عليهم فعله. هناك هذا النوع من التوجه العالمي لإظهار أنهم ليسوا جزءاً من ال 1 في المائة''. وفي الشهر الماضي استغل أئمة المساجد في أبو ظبي خطبة صلاة الجمعة – بتفويض من الحكومة - لتحذير المصلين من رمي الطعام، وحثهم على مراعاة تكاليف الواردات إلى بلادهم الصحراوية. وتم تفسير كل من مبادرة المساجد وضبط إجراءات حفلات الزفاف في أبو ظبي باعتبارها محاولة متواضعة من قبل الحكام للحد من حالة التنافس المادي المنتشرة في منطقة الخليج، والتي نجد فيها الشباب المواطنين يرزحون تحت وطأة الديون لشراء أي شيء، من سيارة فيراري إلى قضاء العطلات في الخارج. ويقول عامر الكندي، المعلق الاجتماعي الإماراتي، الذي يعمل في السياسة التعليمية: ''ينظرالناس إلى العائلة الحاكمة للاسترشاد بها في الاتجاهات العامة''، مضيفاً أن الناس ينظرون الآن إلى إلغاء فقرة العشاء في حفلات الزفاف على أنها أمر ''لا بأس به''. ويتذكر الكندي أنه ذهب أخيرا في وقت المساء المعتاد لحفل زفاف إحدى الأسر، فما كان منه إلا أن وجد الحفل قد انتهى وغادر الضيوف الفندق. وارتفع الإنفاق على المشاريع من قبل حكومة إمارة أبوظبي ليستفيد المواطنون في قطاعات مثل الإسكان، في حين تم مرة أخرى تأجيل جداول زمنية لمبادرات مثل تطوير فروع لمتحف اللوفر ومتحف جوجنهايم. لكن جوانب أخرى في تجربة الإمارات - كما في أماكن أخرى في العالم - أظهرت أن البيانات العلنية للتقشف لها حدودها. ولا تزال الفنادق تقدم وجبات فاخرة للإفطار في شهر رمضان، في حين لم يُفعل شيء يذكر حتى الآن لخفض الإسراف في حفلة العروس يوم الزفاف، التي تقام بشكل منفصل عن حفلات الرجال وعادة ما تستضيف عدداً أكبر بكثير من الناس. وكما يقول القاسمي: ''كان الشيوخ المهمون أمثلة يحتذى بها على ذلك، لكن لم نر النساء بعد - كسيدات الأعمال الكبار والشيخات – تستخدم سلطتها للقضاء على الإسراف. إنها خطوة كبيرة، لكنها نصف خطوة''. وفي دبي، جارة أبوظبي الأكثر بهرجة، تشير الأحداث الأخيرة إلى أنه لا يزال لدى بعض المواطنين عادات استهلاكية واضحة في شراء سيارات يقلدون فيها موديلات السيارات المكلفة التي يفضلها الأثرياء.