تهادت نجمة هوليوود سلمى حايك على السجادة الحمراء مرتدية فستاناً أنيقاً تداخل فيه اللونان الذهبي والأسود وأعلى كعب حذاء قد تكون رأيته على الإطلاق. وقالت للصحفيين معلقة على دورها كعضو لجنة تحكيم في مهرجان الدوحة السينمائي: «يعجبني حقاً وأتعامل معه بجدية شديدة»، وأضافت: «يبدو أنهم أقاموا موطناً عظيماً للفنون والثقافة والسينما». من كان يصدق أنها تتحدث عن قطر تلك الدولة الصحراوية البالغ عدد سكانها 1.7 مليون نسمة معظمهم من المغتربين، والتي طالما اعتبرت منعزلة ثقافياً حتى مع المقارنة بجيرانها من دول الخليج العربية. وفي الأعوام الأخيرة تنافست دول الخليج - التي تملك المال الوفير بسبب احتياطات النفط والغاز الهائلة والأعداد القليلة لسكانها - على أن تصنع لنفسها مكانة كعواصم ثقافية. وفي الدوحة متحف رائع للفن الإسلامي أما أبو ظبي فتقيم فرعاً لمتحف جوجنهايم النيويوركي ومتحف اللوفر الباريسي. لكن المهرجانات السينمائية باتت الحدث الثقافي المفضل منذ أقامت دبي مهرجانها في العام 2004 الذي كان وجهاً دعائياً لمسعاها لتصبح مقصداً للسائحين الأثرياء. وقبل أسبوع من ظهور حايك في مهرجان الدوحة تريبيكا السينمائي الثاني مشت النجمة أوما ثورمان على السجادة الحمراء في مهرجان أبوظبي السينمائي الرابع في الإمارات العربية المتحدة. وقالت للصحفيين في العاصمة الإماراتية: «للمرة الأولى أشعر بطاقة تخرج من مهرجان في هذه المنطقة». ورصدت الإمارات ثالث أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم جوائز قيمتها نحو مليون دولار لمهرجان أبوظبي لهذا العام، والذي شارك فيه 13 فيلماً عالمياً تعرض لأول مرة. وستتاح لدبي التي تعاني من مشكلات مالية أزالت عن المدينة بعض بريقها، الفرصة للرد في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وتتناقض عروض الأفلام التي تعرض للمرة الأولى والحفلات التي تقام بعدها مع الواقع السياسي والثقافي الذي يهيمن على مجتمعات الخليج. وفي السعودية على سبيل المثال لا توجد دور عرض سينمائي على الإطلاق. أما معظم الأفلام العربية التي تعرض في دور السينما في بقية منطقة الخليج، والتي لا تحظى بدعاية تذكر وسط الأفلام الأميركية والهندية التي تحقق إيرادات هائلة فهي أفلام درامية أو كوميدية تنتج في مصر.