أكد الإعلامي عبدالله فلاته أن مونديال إسبانيا 1982م، يعتبر أقوى المونديالات وأمتعها حتى الآن، لوجود نخبة من اللاعبين الكبار في تلك الفترة. ويرى فلاته أن المباراة الأجمل في المونديال تلك التي جمعت فرنساوألمانيا في العام 82، كانت مباراة غريبة عجيبة، تقدمت فرنسا في الإضافي 3 – 1، وتعادلت ألمانيا قبل نهاية الإضافي 3 – 3، واحتكما لركلات الترجيح، أضاعت ألمانيا ركلتين في البداية، ثم عادت لتنتصر في النهاية، منافسات ألمانياوفرنسا ومعاركهما الكروية تستهويني كثيرًا، لاسيما أن الغلبة دائمًا للألمان، وأنا عاشق من الدرجة الأولى للكرة الألمانية العملية التي تجيد الوصول للمرمى من أقصر الطرق، وبالمناسبة ألمانيا 2018 ليست ألمانيا التي نعرفها فريق لا يقهر. واعتبر فلاته أن أبرز المواقف الطريفة في المونديال حينما وصلوا موسكو وأرادوا تحديد اتجاه القبلة بتطبيق في الجوال.. لكنهم اتجهوا عكس القبلة، ثم استدركوا ذلك لاحقًا.* حدثنا عن مشوارك مع كأس العالم؟ * مشواري مع كأس العالم طويل، لأني أحب تنافس المنتخبات أكثر من تنافس الأندية، فتنافس المنتخبات يعبر عن الشعوب والثقافات، والتنافس الكبير وتأثير التطوير وما تعكسه الرياضة عن كل بلاد في أمور كثيرة. أتابع كأس العالم منذ طفولتي بشغف كبير، وهذا الحب يتنامى، أما أقرب مونديال بالنسبة لي هو المونديال الذي أعتقده أنه الأقوى إلى يومنا هذا.. 1982، بإسبانيا، حضرت المنتخبات العالمية بكامل قوتها، فألمانيا كانت محققة بطولة أوروبا وتملك نجومًا كباراً، والبرازيل قدمت أجمل وأروع وأفضل المنتخبات وأقوى التشكيلات البرازيلية التي شاهدتها، وهو المنتخب الذي كان يدربه تيلي سانتانا، ويضم نخبة من اللاعبين زيكو وإيدر وسقراط وفالكاو، باستثناء المهاجم سيرجينهو الذي أضاع كل الفرص في ذلك المونديال، وإيطاليا كانت رائعة باولو ورسي والمدافعان الشرسان جينتيلي وشارية وكارديلي وارتوبيلي والحريف كونتي، وصعقت إيطاليا الجميع وحققت البطولة، والأرجنتين أيضًا كانت جميلة، وإسبانيا المستضيفة لم تكن سيئة، وإنجلترا كانت حاضرة، وسبق هذه البطولة كأس عالم مصغرة للمنتخبات التي أحرزت اللقب، اسمه مونديليتو، إنها بطولة البطولات.. في دور الأربعة فاجأت إيطاليا الجميع، وهي تهزم البرازيل بثلاثة أهداف، وفي النهائي هزت ألمانيا التي كانت تضم رومينغيه وبريتنر وبريغل ومنيكاس والحارس شوماخار.. إنها بطولة لا تنسى، أما البطولة التي أشعر ذاتي فيها، هي أول مشاركة لمنتخبنا الوطني في العام 1994، في أميركا حينما قدمنا جيلًا ذهبيًا للكرة السعودية، أداؤه يرفع الرأس، وكنت أتمنى وجودي آنذاك برفقة المنتخب، لأنك ستنتشي وتتنقل في كل مكان مع انتصارات الأخضر، خسرنا بصعوبة من هولندا، وكسبنا المغرب وألحقنا بها بلجيكا، ثم غادرنا بصعوبة في دور ال16 من السويد حينما كانت تعتبر السويد من أقوى المنتخبات. إيدر لاعبي المفضل وهدف الفرنسي بافار الأفضل * ماذا أضافت لك المشاركة الإعلامية في كأس العالم لسيرتك الإعلامية؟ * بالتأكيد أضافت لي الكثير.. مجرد التصفيات تضيف، فما بالك بحضور النهائيات، استوقفني موقف كنت مرافقًا لمنتخبنا الوطني في التصفيات الأولية الآسيوية للعام 97 لمونديال فرنسا 98، وكنا بماليزيا، وكان معنا إعلاميون من كل دول آسيا، ومن ضمنهم اليابان، كانوا يكتبون المباراة عبر اللاب توب أثناء اللقاء، ونحن كنا نتابع ونتفرج ثم نعود بعد نهاية المباراة لنبدأ الكتابة أنا والزملاء، يومها قررت أن أكتب المباراة في نفس الوقت ولو كان ذلك بالقلم أو المرسام، لوجهة نظر بسيطة الكتابة المباشرة تعني المهنية والحيادية، أما الكتابة بعد المباراة فلها وجهة نظر أخرى لتبرير الخسارة وتبرير مستويات بعض اللاعبين، فمن نحبهم مثلًا نقول: لم يكن في مستواه المعهود، ومن لا نحبه نقول عنه: قدم مستوى متواضعًا كعادته، وبالمناسبة لم تكن ملاعبنا آنذاك مهيأة بأن تكتب وقت المباراة لأن الطاولات معدومة، والأماكن المخصصة للإعلاميين غير موجودة في الملعب.. هناك مركز إعلامي بعيد نذهب له بعد المباراة بعد أن نمر من وسط الجماهير. تلك إحدى القصص التي مررت بها في منافسات التصفيات الأولية للمونديال وتركت أثرًا مهنيًا عليّ.. ذلك العام 97م، أي قبل نحو 21 عامًا. * حدثنا عن المواقف التي عاصرتها في المونديال؟ * الالتقاء بشعوب العالم، أتحدث معهم عن قرب وتبادل الثقافات بشكل مباشر.. حقيقة في المونديال الأخير تعاملت بكثرة مع الشعب البلجيكي وجدتهم أكثر الشعوب الأوروبية طيبة وتعاملاً واستيعاباً للآخر.. حدثوني عن منتخبهم وتغنيهم بنجومه وأنهم سيصلون للسيمي فاينال في كل الأحوال، هكذا كان حديثهم مع انطلاق المونديال، داعبتهم وقلت لهم: ماذا لو قابلتم ألمانيا، على اعتبار أنه حامل اللقب وله سطوة فنية على المنتخبات الأوروبية، قالوا لي ألمانيا أو غيرها سنصل للسيمي فاينال، وبالفعل وصلوا لدور الأربعة. أدركت أن هذه الشعوب تعرف قدراتها جيدًا وتتحدث عنها دون عواطف، لذلك تتفوق.. بلجيكا دولة جميلة وشعبها طيب ومسالم. * حدثنا عن المواقف التي لا يمكن أن تنساها؟ * أثناء وجودي بموسكو أيضًا التقيت بمسلمي هذه البلد، وهم كثير جدًا، من داغستان وكازان وغيرقستان وأنبوشيا والطاجيك، من دولة طاجيكستان ولكنهم مازالوا يوجدون في موسكو، وشعرت بحبهم الكبير للسعودية وحبهم واحترامهم الكبير لقادة المملكة وللشعب السعودي، وأن لهم ارتباطاً وجدانياً لبلاد الحرمين، ووجدت أحدهم يصر على أن ألتقي بشقيقه، لأن شقيقه حصل على منحة دراسية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، هو وأسرته في غاية الفرح والسرور، أخذوني من المركز الإسلامي أنا وزميلي حسين الشريف وإبراهيم عقيلي، ورفضوا أن يأخذوا منا روبل واحداً "العملة الروسية"، لأننا مسلمين ومن أرض الحرمين، قلت الحمد لله على هذه المحبة الكبيرة التي تحظى بها بلادنا. أما عن المنح الدراسية، فالحمد لله أن المملكة تزرع الخير في كل بقاع المعمورة، ومن الطبيعي أن تحصد الحب ويلاقي أبناء هذه البلد كل الحب أينما وجدوا. *من الصديق الذي له مواقف مع فلاتة؟ * أصدقائي كثير، ومواقفنا ليس لها حدود، فالدعابة دائمًا حاضرة. * ما أجمل هدف شاهدته في المونديال؟ * أحب أتذكر هدف سعيد العويران في بلجيكا، وهناك هدف للنجم البرازيلي إيدر من كرة ثابتة مازال عالقاً في ذهني، وبالمناسبة الكثير يعشقون زيكو لأنه كان النجم الأول، أما أنا فكنت محباً للاعب إيدر، وكذلك كونتي في إيطاليا، وليتبارسكي في ألمانيا، لأنني أعشق اللعب على الأطراف، وأستمتع بالنجوم الذين يجيدون اللعب في المساحات الضيقة. أما أجمل هدف في مونديال روسيا فهو هدف الفرنسي بنجامان بافار في مرمى الأرجنتين، وأسعدني هذا الهدف لأنه سيمنح اللاعب الموهوب دفعة معنوية وهو ينتقل لفريقي المفضل عالميًا بايرن ميونيخ الألماني. *ما المباراة الأجمل لك في كأس العالم؟ * المباراة التي جمعت فرنساوألمانيا من العام 82م، كانت مباراة غريبة عجيبة، تقدمت فرنسا في الإضافي 3 – 1، وتعادلت ألمانيا قبل نهاية الإضافي 3 – 3، واحتكما لركلات الترجيح، أضاعت ألمانيا ركلتين في البداية، ثم عادت لتنتصر في النهاية، منافسات ألمانياوفرنسا ومعاركهما الكروية تستهويني كثيرًا لا سيما أن الغلبة دائمًا للألمان، وأنا عاشق من الدرجة الأولى للكرة الألمانية العملية التي تجيد الوصول للمرمى من أقصر الطرق، وبالمناسبة ألمانيا 2018 ليست ألمانيا التي نعرفها، فريق لا يقهر. *موقف طريف مر بك في المونديال؟ * حينما وصلنا موسكو، ورغم أننا في عصر التقنيات وتحديد اتجاه القبلة بتطبيق في الجوال.. صلينا عكس القبلة، ثم استدركنا لاحقًا أنا وزملائي، والحمد لله ربنا يتقبل منا. حقيقة المونديال تظاهرة ثقافية تقدم الشعوب كما هي، ويكشف ما لكرة القدم من دور كبير في إصلاح ما أفسدته السياسة. إيطاليا أخرجت البرازيل من مونديال 82 ايدير بنجامان بافار باولو روسي هدّاف مونديال 82