عندما يتخذ مدرب منصباً في جهاز منتخب آخر غير وطنه، فإن الفرصة تبدو قائمة دائماً في إمكانية مواجهته لمنتخب بلاده يوماً ما في إحدى البطولات، ويبدو أن هذه اللحظة قد حانت للنجم الفرنسي الدولي المعتزل تيري هنري، الذي يعمل حالياً مساعداً للإسباني روبيرتو مارتينيز مدرب المنتخب البلجيكي، وربما يكون هذا هو ما كان يدور في ذهنه حينما جلس في الصف الأول من حافلة الفريق في مدينة كازان الروسية. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها كأس العالم مثل هذا الموقف، حيث كان هناك الكثير من الأمثلة، يأتي في مقدمتها المدرب السويدي زفن جوران إيركسون الذي واجه منتخب بلاده مرتين في المونديال، حينما كان يتولى تدريب منتخب إنجلترا. كما واجه النجم الألماني السابق يورجن كلينسمان منتخب بلاده، عندما كان يتولى تدريب منتخب الولاياتالمتحدة في المونديال الماضي بالبرازيل العام 2014. لكن مواجهة هنري لمنتخب فرنسا ستكون من العيار الثقيل، حيث يستعد النجم الأسمر للوقوف ضد منتخب بلاده بالدور قبل النهائي لمونديال روسيا 2018. لم يلعب هنري في التشكيلة الأساسية لمنتخب فرنسا في نهائي نسخة البطولة العام 1998 التي توج منتخب (الديوك)، حيث كان يبلغ من العمر حينها 20 عاماً، لكنه لعب دوراً بارزاً في حصول الفريق على كأس الأمم الأوروبية بعدها بعامين، عقب فوزه على إيطاليا في المباراة النهائية التي جرت بهولندا. وأصبح هنري الآن جزءاً مهماً في الطاقم التدريبي الذي يعمل برفقة مارتينيز، حيث أصبح الفريق على بعد انتصار وحيد من أجل التأهل لنهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه. كان هنري من أوائل الأفراد الذين تلقوا اتصالاً من مارتينيز من أجل الانضمام للطاقم الفني لمنتخب بلجيكا، عندما تولى المدرب الإسباني المهمة العام 2016، خلفاً للمدرب مارك فيلموتس. ويعمل هنري ضمن الطاقم المعاون لمارتينيز الذي يضم المدربين الإنجليزي جرايم جونز والويلزي ريتشارد إيفانز، حيث بات جزءاً لا يتجزأ من الجهاز الفني للفريق الذي يضم مجموعة من اللاعبين أظهروا قدرتهم على المنافسة على البطولة الأهم في عالم الساحرة المستديرة. وجاءت رغبة مارتينيز في ضم هنري لطاقمه المعاون، في ظل امتلاكه خبرة الفوز بالبطولات الدولية الكبرى. وبرغم مهاراته التدريبية التي يمتلكها، كان مارتينيز لاعب وسط مغموراً يلعب مع أندية إنجليزية متواضعة مثل سوانسي سيتي وويجان أتلتيك، بالإضافة لفريق ماذرويل الاسكتلندي. ويعطي هنري الكثير من الثقل للجهاز الفني الذي نجح في الحصول على أفضل النتائج من مجموعة من اللاعبين المميزين بحجم إيدين هازارد وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو، الذين أخفقوا في الحصول على النجومية التي يستحقونها خلال البطولات السابقة.