أوضح علماء شريعة ومختصون اقتصاديون واجتماعيون أن قيادة المرأة للسيارة، تؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح الذي سيوصلنا إلى المرتبة التي نستحقها بين دول العالم دون أن نتخلى عن هويتنا وميراثنا الحضاري. وأضافوا أن الأصل في قيادة المرأة للسيارات الإباحة عند جمع من العلماء، ضاربين المثل بانتقال أمهات المؤمنين على الجمال في ترحالهم وهذا يعد قيادة. وقالوا: تمكين المرأة من القيادة سيؤدي إلى استثمار طاقاتها في سوق العمل، والحصول على الفرص المناسبة في تنمية بلادها ومجتمعها، وتعزيز مساهمتها الحضارية والاقتصادية في مسيرة التنمية المستدامة لهذا الوطن العزيز. مكانة المرأة وقال نائب وزير الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري: من تابع تصريح سمو ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، عن قيادة المرأة السعودية للسيارة في المؤتمر الصحفي، الذي أعلن سموه خلاله عن رؤية المملكة 2030، يدرك جيداً مكانة المرأة السعودية لدى حكومتها وأسرتها ومجتمعها، حيث أثبتت نجاحها وكفاءتها العالية في مختلف المجالات، وبإمكانها تقلد أعلى المناصب، وأثبتت تفوقها على نظيراتها من مختلف دول العالم. وأضاف أن الخطوات المهمة، والقرارات التاريخية التي وافق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويقودها قائد المرحلة الجديدة ومهندس رؤية المملكة 2030 صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح الذي سيوصلنا إلى المرتبة التي نستحقها بين دول العالم دون أن نتخلى عن هويتنا وميراثنا الحضاري. وأكد السديري أن التحديث والتطوير والتغيير الذي نعيشه اليوم في بلادنا يسير على ضوء المنهج الشرعي للتحديث والتطوير، وهو ما سرنا عليه في هذه البلاد منذ تأسيسها على يد مؤسسها وموحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، ونحن دائماً نجد العقلاء من العلماء والمفكرين والمثقفين وأهل الرأي ينظرون إلى الأمور نظرة واسعة فاحصة بعيدة عن الهوى والتقليد والتحزب والمحاصصة، ويكونون السند للقيادة في دفع مسيرة التنمية والبناء. الأصل الإباحة فيما أكد أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة نجران الدكتور محمد بن سرار اليامي أن الأصل في قيادة المرأة للسيارات الإباحة عند جمع من العلماء، ضاربين المثل بانتقال أمهات المؤمنين على الجمال في ترحالهم وهذا يعد قيادة. وبين اليامي أن ابن عثيمين سئل عن قيادة المرأة للسيارات في أميركا إذا كانت الدولة تضمن أمنها في نفسها وعرضها ومالها ودينها فأباح لها ذلك. وهذا ما تفعله الدولة للمرأة في السعودية التي ضمنتها التشريعات الدستورية والقانونية والنظامية الشرعية وضبطت وحافظت النيابة العامة والجهات الرسمية والدوائر القضائية على حقوق المرأة وعلى القوانين التي تضمن لها معيشة كريمة في مجتمع صحيح وطيب فلا مانع من أن تعيش وهي في كامل قدرتها على قضاء حوائجها وقيادة السيارات. وأضاف اليامي: هناك مصالح شرعية لا تقضى إلا بالمرأة كصلة أرحامها وأداء بعض الحقوق التي عليها وقيامها بدورها في المجتمع ولن يتم كل ذلك إلا بتمكينها من قيادة السيارة في هذا البلد المبارك وتابع: هذا النظام وقف الناس منه ثلاثة مواقف، فطائفة مغالية ومخونة ومانعة ومحذرة ومخونة للدولة وللعلماء ومستهترة بهيئة كبار العلماء التي أصدرت ما يؤيد هذا القرر المبارك، وطائفة مبتهجة ومحتفلة وتدعو المرأة إلى التحلل والتبرج، وهي طائفة مرذولة ولا يقبل منها هذا، وطائفة محتاجة وانتفعت بالقرار كي تقوم بحاجتها وتسدها وتحسن التصرف والتعامل بهذا النظام الذي وفق الله ولي أمرنا إلى اتخاذه، فجزى الله ولاة أمرنا لصلاح النية والعمل وجزاهم عنا خير الجزاء وأعانهم وسددهم وقضى على يدهم الخير ليساهموا في خدمة هذه البلاد المباركة، فما عهدنا عليهم منذ نشوء هذه البلاد إلا حباً للتوحيد وأهله ومقدرات وقيم الناس. استثمار طاقاتها من جانبه، ثمن رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان ما تبذله القيادة الحكيمة من جهود من أجل تعزيز مكانة المرأة السعودية داخل مجتمعها، وتيسير سُبل نجاحها في الحياة العامة والخاصة، بما يتفق مع ثوابت الشريعة الإسلامية، وينسجم مع المواثيق الدولية التي أصبحت المملكة طرفاً فيها. وأكد أن تمكين المرأة من القيادة سيؤدي إلى استثمار طاقاتها في سوق العمل، والحصول على الفرص المناسبة في تنمية بلادها ومجتمعها، وتعزيز مساهمتها الحضارية والاقتصادية في مسيرة التنمية المستدامة لهذا الوطن العزيز. وأوضح أن هذا الأمر يعزز حق المرأة في التنقل، ويلبي احتياجاتها، في إطار قيم المجتمع وثوابته، ومكانة المملكة الحضارية ودورها الريادي، مشيرا الى أن ممارسة المرأة لهذا الحق، يأتي في ظل الأنظمة التي توفر الحماية لأفراد المجتمع بكل مكوناته وترسخ قيمه الإسلامية الخالدة التي حفظت الحقوق للجميع على حد سواء. تنويع الاقتصاد ونوّه رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور سامي العبيدي بالقرار التاريخي بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، الذي بدأ تطبيقه مشيراً إلى أن ذلك من شأنه رفع نسبة مشاركة المرأة في العمل لتصل من 22 % حالياً إلى 30 % بحلول 2030، وهي أحد الإصلاحات التي تسعى لها المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن خلال رؤية أميرها الشاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأضاف العبيدي أن القرار سيعزز عددا كبيرا من القطاعات، مثل مبيعات السيارات والتأمين، وغيرها الكثير، كما أنه سيوفر كثير من الأموال المهاجرة، حيث إن بعض الإحصائيات تقول إن تحويلات السائقين الأجانب من المملكة تصل إلى أكثر من 13 مليار ريال سنوياً. وقرار قيادة المرأة للسيارة سيخفض هذه النسبة مبدئياً إلى أكثر من 10 %، وسترتفع تدريجياً حتى يقل حجم مبالغ التحويلات مستقبلاً وينخفض بنسبة 65 %. وأوضح العبيدي أن كل ما نراه يؤكد لنا مدى بعد رؤية المملكة، في تنويع اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط. ومجلس الغرف السعودية سيعمل مع قرارات الدولة جنباً إلى جنب بكل ما يعزز مستقبل وتنمية وتطوير هذه البلاد. قبول الرجال وأوضح أمين عام لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية عبدالله بن سعد الراجحي أن المرأة السعودية مستعدة تماماً لقيادة المركبة كأي امرأة في دول العالم، مؤكداً أن المجتمع سوف يستوعب هذه المرحلة الجديدة ويتخطاها بسرعة. وامتدح الراجحي ما تم خلال الفترة الماضية من تجهيز المرأة في المملكة وتأسيس مبادئ القيادة الآمنة والوعي بالسلامة المرورية، لافتاً إلى أن هذا الجانب أعطي حقه عبر وجود مدارس بمستوى عال. كما أثنى على الاستعداد المروري في الميدان منذ صدور الأمر السامي وصولاً لتوظيف النساء لخدمة وتسهيل إجراءات إصدار الرخص لأخواتهن قائدات المركبات، معتبرا أن أهم العناصر التي ستفضي لنجاح في هذه المرحلة المهمة هو جاهزية وقبول مستخدمي الطريق من الرجال لاستقبال أخواتهم النساء ومشاركتهن الطريق. رهبة القيادة بدوره، قال مسؤول التوعية في لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية صالح الغامدي: رغم أن بعض سيدات المجتمع يحملن رخص قيادة من خارج المملكة إلا أن للقيادة في المملكة رهبة، معتبراً أن هذا أمر طبيعي كونها أول مرة. وطالب جميع أفراد المجتمع أن يعوا بأن من يشاركنا الطريق هي الأم والأخت والزوجة والبنت، مؤكداً أهمية تغليب الحس الوطني والديني والمجتمعي، لتبدأ القيادة بأريحية وثقة، مشيرا إلى أن الرقي في التعامل وما تعلمنه السيدات من أسس القيادة سيجعل الشوارع واحات أمن وسلام. ودعا الغامدي قائدات المركبات إلى تعلم كيفية التعامل مع مركبتهن في الظروف المختلفة في الليل والأمطار. قيادة المرأة تنعش العديد من القطاعات الاقتصادية