ترتكز مدينة الملك فهد الطبية على الجوانب العلمية والمعرفية بشكل مستمر كأساس تجربتها في تقديم الرعاية الصحية، وذلك إيماناً منها بالطبيعة المتجددة لهذا المجال الحيوي المنفتح على عالم من الأبحاث والخبرات المكتسبة في كل يوم، ومن هنا كانت الإدارة التنفيذية للشؤون الأكاديمية والتدريب واجهة رئيسة للتواصل المهني بين أطباء المدينة الطبية ونظرائهم في مختلف أنحاء العالم، وذلك من خلال قيام إدارة التعليم الطبي المستمر بعقد المؤتمرات العلمية وورش العمل التخصصية والأيام العالمية ذات الصلة بالقطاع الصحي. نحو النموذج العالمي للمنشآت الصحية المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور محمود اليماني أكد أن التدريب وتأهيل الكوادر البشرية يمثل عنصراً محورياً في تطوير عمل المدينة الطبية والانتقال بها إلى مراحل متقدمة تضاهي كبرى المؤسسات الطبية العالمية التي تتعاون معها بشكل تكاملي لتطبيق مخرجات التواصل بين مختلف الخبرات واستعراض شتى التجارب وأحدث الوسائل المتبعة في تقديم الخدمات الصحية، مضيفاً أن المدينة الطبية تعمل بشكل مستمر على تطوير المحتوى المعرفي المقدم وفق جداول سنوية تهدف إلى التنوع وإشراك أكبر عدد من الممارسين الصحيين من منتسبي المدينة وغيرهم في المؤسسات والمنشآت الطبية داخل وخارج المملكة. وأكد اليماني ل»الرياض» على ضرورة أن يرتبط التحول الذي يشهده القطاع الصحي في المملكة بمسار متصل بالتطور العلمي والتقني الذي يتوصل إليه المجال الطبي العالمي مشيراً إلى توفير أعلى درجات التأهيل المعرفي والتطبيقي بما يكفل الارتقاء بالأداء الصحي والعلمي، وبما يسهم كذلك في بناء طاقات وكوادر طبية مميزة ومطلعة على الجديد الطبي العالمي، مؤكداً أن هذا التوجه يمثل هدفاً استراتيجياً لمدينة الملك فهد الطبية. نتائج ملموسة على الأداء الطبي من جانبه، أشار الدكتور أسامة الشايع المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية والتدريب إلى استحداث أكاديمية طب الأسرة في المدينة الطبية بالشراكة مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والكلية الملكية الإيرلندية لطب الأسرة، تتولى مهام التأهيل وتطوير الكفاءات العالية، إضافة إلى زيادة فرص ومقاعد التدريب. وبين الشايع أن المدينة الطبية تسعى لرفع مستوى الرعاية الصحية من خلال عنصري التدريب والابتعاث، والذي يظهر في تبني برامج التدريب المحلية والعالمية وعقد الشراكات والاتفاقيات لتمكين الممارسين الصحيين من المساهمة في جودة خدمات الرعاية الصحية التخصصية والتي تقدمها مدينة الملك فهد الطبية، بالتعاون مع مراكز عالمية طبية وتعليمية، إضافة إلى الجامعات والكليات المتخصصة في المجالات الطبية وذلك ليقينهم بأن المدينة تضع تطوير وتأهيل العاملين من أولوياتها. وعن البرامج المحلية بين الشايع، وجود 26 برنامجاً للأطباء المقيمين، و32 برنامج زمالة تخصص دقيق تحت مظلة وإشراف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، إضافة إلى 26 برنامجاً تدريبياً داخلياً، بلغ عدد الخريجين خلال العامين الماضيين 256 طبيباً مقيماً و100 طبيب لبرامج الزمالة والتخصص الدقيق. وأضاف: «البرامج العملية والصحية المستمرة تهدف إلى معالجة معارف ومهارات ومواقف الممارسين الصحيين المستهدفين والعمل على تضييق الفجوة بين ما يتم عمله في الممارسة الإكلينيكية الحالية، وما يجب القيام به من ممارسه طبية عملية قائمة على أسس وبراهين علمية، لافتاً إلى أن هذه البرامج تعمل على المساعدة بنقل هذه المعلومة إلى حيز التطبيق والممارسة اليومية، كما تعمل على إحداث التغيير الإيجابي في كفاءة الممارس الصحي وأدائه في المعالجة الطبية لتقديم رعاية فعالة وعالية الجودة وصولاً إلى تعزيز خدمات المراجعين وتحسين النتائج لصحة المجتمع» وأكد الدكتور أسامة الشايع أن الدراسات العلمية المنشورة أثبتت نجاح قادة المستشفيات والنظم الصحية الذين استثمروا في التعليم الطبي المستمر حيث ساعدهم ذلك على تحسين أداء الممارس الصحي، وتطوير الخدمات الصحية، وإدارة التغيير في المنشآت الطبية، بما في ذلك التغيير السلوكي والثقافي؛ وتحسين العمل الجماعي. حيث بينت البحوث العلمية أن التعليم الطبي المستمر هو الأداة الأكثر فعالية والأقل تكلفة في تغيير أداء الممارس الصحي بشكل إيجابي، مشيراً كذلك إلى أن 94 % من الموظفين لا يفضلون الانتقال عن المنظمات التي يعملون بها إذا استثمرت في التعلم والتدريب. وأن البحوث بيّنت أيضاً أن جميع القطاعات المنظمات الصحية ذات الأداء العالي كان لديها فرق تدريب وتعليم طبي عالية الأداء. استثمار للتقنية.. وتعاون محلي وعالمي تسعى إدارة التطوير المهني المستمر إلى تجويد أدائها ورفع كفاءة الأنشطة التعليمية المقدمة للممارسين الصحيين، وذلك بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة داخل وخارج المملكة، عن طريق استقطاب المتحدثين ذوي الخبرة العالية لتقديم التدريب اللازم والمساهمة في رفع كفاءة التطوير المهني المستمر. ولتحقيق هذا الهدف، يتم حالياً التباحث مع جهات علمية دولية لاستقطاب الدورات العلمية المتخصصة في المجالات الطبية التي يحتاجها العاملون في المجال الصحي بحيث يتم تقديمها في مدينة الملك فهد الطبية وبذلك تكون المدينة الطبية مركزاً معتمداً للشهادات الطبية المتخصصة. كما تسعى إدارة التطوير المهني المستمر إلى التوسع في الحصول على الاعترافات الدولية وذلك من أجل مساعدة الممارسين الصحيين على الحفاظ على تأهيلهم الذي حصلوا عليه من خارج المملكة وذلك من خلال الاعتراف الدولي بالأنشطة المقدمة من المدينة الطبية. وفي مجال التعاون المحلي فإن إدارة التطوير المهني تعمل على تقوية التواصل بين مقدمي خدمات التطوير المهني في المملكة، وذلك باستكمال عقد الملتقيات والاجتماعات الدورية بين المهتمين في هذا المجال لتبادل الخبرات والتخطيط لتطوير الأعمال المشتركة. إحصائيات للعام 2017 مركز التعليم: تم قبول قرابة 800 من طلبة كلية الطب للتدريب في المدنية الطبية و129 مشاركاً في برنامج تطوير أعضاء الكلية وإعداد القادة من استشاريين ونواب بالمدينة، وتم تخريج 26 موظفاً بجامعة مينيسوتا لنيل درجة الماجستر في إدارة الرعاية الصحية التنفيذية، والتحق 4 موظفين في جامعة أوتريخت لنيل درجة الماجستير في البحوث السريرية ومازالوا مستمرين. إدارة التطويرالمهني المستمر 11.931 متقدماً سجلوا من خلال موقع هيئة التخصصات الصحية، تم الحصول على 2643 ساعة تدريبية معتمدة من هيئة التخصصات الصحية ويوجد 282 برنامجاً معتمداً من الهيئة، وتم تنسيق 5.041 نشاطاً مع الإدارات الداخلية، وتم إنجاز 42 نشاطاً أكاديمياً، و 41 يوماً توعوياً وعدد 16 نشاطاً ودورة تدريبية لمرافق دعم التطوير المهني المستمر. إدارة التدريب الصحي تم تدريب 439 طالب امتياز في البرامج الطبية المساندة، وحضور 554 طالباً في زيارة تدريبية و27 طالب زمالة، ولدينا دبلومان معتمدان من هيئة التخصصات الصحية (برنامج التعقيم المركزي / برنامج سحب الدم) إدارة الدراسات العليا والابتعاث إقامة 9 ورش عمل / أنشطة لأطباء برامج شهادة الزمالة، شهادة الاختصاص وأطباء وإشراكهم بها. تم تدريب 1263 طبيب امتياز و1308 طبيب إقامة، و206 أطباء زمالة وتدريب 256 طالب طب خلال فترة التدريب الصيفي، ويوجد لدى إدارة الدراسات العليا والابتعاث أكثر من 370 مبتعثاً لبرامج داخلية وخارجية. إدارة التدريب الإداري والفني وتم تدريب 5134 موظفاً في الدورات التدريبية المقامة بمدينة الملك فهد الطبية، وتم تطبيق برنامج تطوير القيادات في مدينة الملك فهد الطبية، وأقيمت قرابة 100 برنامج يختص بالمهارات الإدارية وبرامج تعليم اللغة وبرامج تطوير القادة، وتم تدريب 600 طالب وطالبة من مختلف جامعات المملكة العربية السعودية عن طريق التدريب التعاوني. الخدمات التطوعية تم قبول متطوعين من خارج المدينة الطبية ومتطوعين من منتسبي المدينة الطبية في اليوم العالمي للتطوع. د. اليماني ل"الرياض": نملك توجهاً استراتيجياً نحو بناء كفاءات طبية مؤهلة علمياً ومنشآت صحية مرتبطة بالمراكز البحثية د. الشايع: البرامج التعليمية أثبتت دورها الأساسي في تطور أداء الممارس الصحي بما يخدم صحة المجتمع
