أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض أن المملكة عبر رؤيتها (2030) عازمة على أن تكون الشفافية ومكافحة الفساد والمساءلة مرتكزات ثابتة، لتحقيق التنمية الشاملة بها، مضيفاً في كلمة له خلال رعايته بالنيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لمؤتمر نزاهة الدولي الثالث، الذي تنظمه "نزاهة" بعنوان "حماية النزاهة ومكافحة الفساد في برامج الخصخصة"، الذي افتتحه صباح أمس بمدينة الرياض، أن خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- يؤكد دوماً على مسؤولية الجميع في حماية النزاهة ومكافحة الفساد، وتوجيهاته الكريمة بأن المملكة لا تقبل فساداً على أحد ولا ترضاه على أحد ولا تعطي أياً كان حصانة في قضايا الفساد وقد تجلى ذلك من خلال الأمر الملكي الكريم بتشكيل لجنة عليا برئاسة سمو ولي العهد للحصر والتحقيق في مخالفات جرائم الفساد العام، وما أعقب ذلك من موافقته الكريمة، على استحداث دوائر متخصصة لقضايا الفساد. وعبر سموه عن سعادته برعاية المؤتمر قائلاً "إنني أتشرف بأن ينيبني سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لأشارككم في مؤتمركم الذي نأمل أن يحقق الأهداف المرجوة، مشيراً إلى أن موضوع المؤتمر يأتي منسجماً مع المرحلة الحازمة في مكافحة الفساد، من خلال تطبيق كل ما يعزز الوصول إلى التنمية الشاملة عبر العديد من البرامج والمشروعات الوطنية ومنها برنامج الخصخصة". وذكر رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد د. خالد المحيسن في إجابة على سؤال ل"الرياض"، إن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد جزء من عمل تكاملي على مستوى المملكة لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين في إنجاح كافة البرامج ومن بينها برنامج الخصخصة، مضيفاً بأن المؤتمر جزء من فعاليات ونشاطات الهيئة في سبيل تنفيذ اختصاصاتها. وقال "الهيئة قامت بمبادرة في هذا الجانب فيما يتعلق بتناول قضايا مكافحة الفساد في برامج الخصخصة"، واصفاً المبادرة بأنها تسعى إلى سبر غور قضايا الفساد وتحديد أوجه الفساد التي يمكن أن تقع وكيفية معالجتها والوقاية منها قبل وقوعها وهي تجربة ستضيف لعمل الهيئة والجهات الأخرى ذات العلاقة، وحول هدف الاتفاقية التي وقعتها الهيئة أمس مع الأممالمتحدة، أشار في تصريحه لوسائل الإعلام إلى أنها وقعت مع مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بهدف تعزيز التعاون على المستوى الدولي، موضحاً أن المملكة تقود جهوداً كبيرةً في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد والمذكرة تمثل السعي نحو تحقيق مزيد من التعاون من خلال تبادل الخبرات أو التدريب وبناء القدرات وشراكة مستمرة مع المنظمات الدولية المؤثرة والفاعلة في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد. وكان د. المحيسن، قد ألقى كلمة خلال الحفل رفع فيها أسمى معاني الشكر والامتنان والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لتفضله -حفظه الله- برعاية المؤتمر وتشريف سمو أمير منطقة الرياض للحفل نيابة عنه -حفظه الله-، مضيفاً بأن المملكة وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- تسير بخطى تنموية متسارعة، وتشهد مرحلة نوعية بعزم راسخ وإرادة حازمة لاجتثاث الفساد وتتبع الفاسدين لمحاسبتهم وإنفاذ ما تقضي الأنظمة بحقهم، ويأتي تنظيم المؤتمر في إطار متسق مع جهود المملكة، في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد على المستويين المحلي والدولي؛ إعمالاً لما تضمنته الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد؛ للاستفادة من خبرات الدول والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، وإسهاماً من المملكة مع المجتمع الدولي في محاربة هذه الآفة الخطيرة على الجميع. وعلى هامش حفل افتتاح المؤتمر، جرى توقيع اتفاقية تعاون بين المملكة، ومكتب الأممالمتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة، وقعها كل من رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد د. خالد المحيسن، ومدير شعبة شؤون المعاهدات في مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة جون براندولينو. بعدها بدأت الأعمال المصاحبة للمؤتمر في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، بعقد ورشتي عمل متخصصة جاءت الأولى بعنوان: "مخاطر الخصخصة ومكافحة الفساد"، وتهدف إلى مناقشة المخاطر، ووسائل التعامل معها من خلال عدد من المحاور منها، بحث العلاقة بين الخصخصة والفساد من منظور الرأي العام، وكذلك آثار الفساد على برامج الإصلاح الاقتصادي، وكيفية تأثير الفساد على أسعار الأصول التي تتم خصخصتها، نفذها الرئيس التنفيذي لمجموعة خدمات المخاطر السياسية PRS د. كريستوفر مكي. فيما تناولت ورشة العمل الثانية وعنوانها: "تعزيز البحوث والدراسات في حماية النزاهة ومكافحة الفساد" عدداً من المحاور منها، دور وتفعيل البحوث والدراسات في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، وأفضل الأساليب العلمية المتبعة في تحليل مسببات الفساد وبحث سبل مكافحته ومعالجته، إلى جانب الرؤى المستقبلية للجهات الأكاديمية والبحثية في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، نفذها كل من أستاذ جامعة اولد دومينون البروفيسور بيرهانو مينجيستو، والأستاذ بجامعة مورا ستيت البروفيسور سيد حسن. أمير الرياض خلال رعايته المؤتمر رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد خلال لقائه بالصحفيين