من مصلحة الكرة السعودية خروج كبيرها الهلال من الأدوار التمهيدية من بطولة الأندية الآسيوية في هذا الموسم تحديداً الذي وصل الوضع الفني فيه للفريق «الأزرق» إلى مرحلة متواضعة جداً تتطلب التدخل، والعمل من جديد لبناء هلال جديد وهذا بالطبع يتطلب الخروج من هذه البطولة المستعصية التي كانت السبب الرئيس في تراجع وإرهاق الكرة السعودية بنظامها الحالي المفصل على أندية شرق القارة فقط. من مصلحة الكرة السعودية أن تسير فيها كرة القدم بشكل طبيعي جداً، وأن تكون المنافسات المحلية والخليجية والقارية منطقية حالها كحال جميع المنافسات في البطولات الأوروبية والعالمية، وبحكم أن الهلال هو السفير المعتمد للكرة السعودية في «الآسيوية» والممون الأكبر للمنتخبات الوطنية فإن خروجه هذا الموسم أمر طبيعي جداً في ظل الظروف العصيبة التي جاءت بعد نهائي كأس آسيا والمتمثلة بالدرجة الأولى بالإرهاق الذي تسبب في إصابة عدد كبير من لاعبيه وخصوصاً المؤثرين إضافة إلى فشل الإدارة في ملف اللاعبين غير السعوديين وخصوصاً خط الهجوم المشكلة الكبرى للفريق طوال الخمسة مواسم الماضية. كان يفترض من الإدارة الهلالية حسم ملف الجهاز الفني والتعاقد مع مدرب قبل نهاية الموسم الحالي حتى تكون قائمة المعسكر للموسم المقبل تحت مسؤوليته الكاملة ويحدد احتياجات الفريق من العناصر الأجنبية، وحتى لا نعود لحسم الملفات في الأمتار الأخيرة ويحضر المدرب للمعسكر مباشرة وتفرض عليه الأسماء كما كان قبل تولي الأمير نواف بن سعد رئاسة النادي؛ فالنجاح الكبير الذي تحقق خلال الموسمين الماضيين تحديداً، وفي هذا الموسم حتى نهائي كأس آسيا يعود لحسم ملف الجهاز الفني من خلال جلب المدرب اليوناني جورجيوس دونيس قبل نهاية الموسم الذي حقق فيه الفريق كأس خادم الحرمين بهدف جحفلي الشهير وفي الموسم الماضي بتواجد المدرب الأرجنتيني رامون دياز. أثبتت التجارب أن حسم ملف الجهاز الفني قبل نهاية الموسم وتحمله المسؤولية الكاملة في إعلان قائمة المعسكر الخارجي تحقق نتائج كبيرة جداً مع جميع الفرق التي تبحث عن البطولات، فاللاعب المحلي دائماً يقدم عملاً كبيراً وانضباطية عالية في المعسكرات الخارجية، وخصوصاً عندما يكون المدرب جديداً على الكرة السعودية، وينتهي هذا العمل بانضباطيته العالية مع رفع الكشوفات النهائية، ويضمن استمراره ولهذا فإن المنافسات الرسمية هي التي تكشف اللاعب بجانب استثمار خيارات المحترفين الأجانب السبعة باختيار لاعبين مميزين يصنعون الفارق. أتمنى ألا تؤثر ظروف العملاقين الهلال والأهلي على مواجهة السبت الحاسمة وأن يقدم الفريقان مباراة تكون عنواناً مميزاً لكرة القدم السعودية.