اللعب مع منتخبات بقيمة بلجيكا "خامس التصنيف العالمي" وأوكرانيا له فوائده، وإن أوجعت معنوياتنا بعض النتائج ونشرت جواً من الإحباط لأنه ببساطة مثل هذه المباريات تساعدك في وضع يدك على الخلل وتختصر لك الوقت والمسافة لمعرفة الأخطاء، سأتجاوز النتائج، وإن كان لها أثرها المعنوي، وسأركز هنا على الأداء ف"الأخضر" طوال 180 دقيقة لم ينجح في تشكيل هجمة منظمة واحدة، على الرغم من أن للعناصر التي اختارها المدرب الأرجنتيني خوان بيتزي خصائصها الهجومية تحديدًا في الوسط، وهذا يترك تساؤلاً مهماً عن إمكانية فرض الأسلوب على منتخبات بقيمة روسيا والأوروغواي ومصر وهل مطلوب منا ذلك؟ "الأخضر" لم يكن يدافع بشكل جيد فعدد مرات وصول لاعبي أوكرانياوبلجيكا لمرماه كان مخيفاً، ووصل لمعدل هدف محقق كل ربع ساعة تقريباً وهذا يضع اليد على مكمن خلل آخر يجب التنبه له قبل التوجه لروسيا، منطقياً وبالنظر لغيابنا عن الحدث الكبير في مونديالين متتاليين وفوارق الإمكانات مع باقي منتخبات مجموعتنا بالتأكيد إن المطلوب منا لن يكون الفعل بقدر ما يكون رد الفعل وأخذ دورنا في فترات معينة لذلك الواقعية في التشكيل والأفكار والطموح أمر مطلوب إذا ما كنا نفكر في الظهور بشكل مشرف. اللعب بدفاع منخفض وإضافة متوسط ميدان بخصائص دفاعية ووجود مهاجم يمتلك السرعة في الارتداد نقاط ظهرت أهميتها بوضوح في المباراتين الماضيتين، ومازال لدى بيتزي فرصة لإضافة بعض التعديلات قبل قص شريط كأس العالم. لدي قناعة تامة بإمكانات بيتزي وقيمته كمدرب بدليل تجاربه السابقة المميزة، وآخرها مع منتخب تشيلي، لكن في المقابل لدي تحفظ كبير على مدى حاجة المنتخب لمدرب بهذه الصبغة الهجومية البحتة والأفكار التي لا تتناسب مع إمكانات لاعبي المنتخب السعودي، ولا حتى مع طبيعة الاستحقاقات التي تنتظرنا والأهداف التي نتطلع لها، وبيتزي مدرب مميز لكن "الأخضر" كان يحتاج لمدرب أكثر توازناً. السطر الأخير: مباراة بلجيكا أظهرت الفوارق الشاسعة بين احتراف اللاعبين السعوديين الشكلي، والاحتراف الحقيقي لهذه المنتخبات، فلم نكن قادرين على مجاراتهم لا بدنياً ولا تكتيكياً، الفارق الجوهري بين نجوم "الأخضر" ولاعبي هذه المنتخبات هو في التكوين، لذلك إذا أردنا تقليص المسافات معهم، فالبداية يجب أن تكون من الفئات السنية، وليس عن طريق لاعبين وصلوا إلى المنتخب السعودي الأول لكرة القدم.